آخـــر ما حـــرر

حزب الله يهان في موسكو.. ويتلقى رسائل مزعجة

 


لا يمكن اعتبار زيارة وفد حزب الله الإرهابي إلى موسكو زيارة تنسيق المواقف بل هي دعوة من روسيا للحزب لتبليغه الرسائل المستجدة في ظل التطورات الأخيرة والتي تأتي تحت عنوان «انتهت اللعبة».

السياق العام للأحداث التي تشهدها المنطقة يؤكد على أن قراراً دولياً حاسما قد اتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي لإغلاق الملفات الساخنة في الشرق الأوسط والالتفات إلى ملفات كبيرة تتعلق بالصين وروسيا.

وبناء عليه فلا بد من إنجاز تسويات سياسية في ليبيا وسوريا ولبنان واليمن والعراق والملف النووي الإيراني الذي تتخوف ايران من الفخ الأمريكي المعد لها.. وإذا أصرت إيران على تعنتها في البرنامج النووي فسوف يتم تصنيف الشأن الإيراني في خانة القضايا الكبرى لمعالجتها.

وبالعودة إلى زيارة حزب الله إلى موسكو فقد كشفت صحيفة روسية الهدف الرئيسي من زيارة وفد ميليشيا حزب الله اللبناني إلى موسكو للقاء المسؤولين الروس، ما يكذب التصريحات الرسمية للخارجية الروسية، في وقت تعرض الوفد خلال الزيارة لإهانة دبلوماسية أثناء وصوله إلى مبنى الكرملين.

قلق الحزب من تغير الموقف الروسي

وذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" في مقال نشرته للكاتب إيغور سوبوتين، قال فيه: إن وفد ميليشيا «حزب الله» اللبناني زار موسكو، في الذكرى العاشرة للثورة السورية لأنهم يريدون أن يعرفوا من موسكو ما إذا كانت هناك أي تغييرات في موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار الكاتب إلى أن الهدف الحقيقي للزيارة يكذب الأهداف المعلنة لزيارة الوفد إلى روسيا وهي "مناقشة المأزق السياسي اللبناني"، إلى جانب تزامن وجود وفد الميليشيا مع وصول وفد إسرائيلي إلى العاصمة موسكو.

حلف جديد يستبعد إيران

فيما قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن وخبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، للصحيفة ذاتها تعليقا على زيارة وفد الميليشيا: من الواضح أن روسيا تحاول إعادة الملف السوري إلى المسار الدبلوماسي مرة أخرى.. فمن الضروري التفاوض حول المأزق الحالي، كما في 2011-2012 ، عندما لم تكن روسيا واثقة من مستقبل بشار الأسد. بعد دوران عجلة أستانا في الفراغ واستحالة إعطاء اللجنة الدستورية بنية إصلاحية جدية، لا يبدو أن زيارة وفد حزب الله وتفعيل صيغة (روسيا-تركيا-قطر)، مسألة عرضية.

من جهة أخرى أشارت الخارجية الروسية إلى أن اجتماع وزير الخارجية «سيرغي لافروف» مع وفد ميليشيا «حزب الله» ركز على الملف اللبناني بشكل خاص، إلى جانب استعراض ملف «اللاجئين السوريين» في لبنان، وتحديد موقف موسكو من القضية السورية.

موسكو متمسكة بـ 2254

واللافت في اللقاء بين الطرفين هو تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوفد ميليشيا حزب الله على تمسك بلاده بحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وفق بيان رسمي، وذلك يشير إلى أن موسكو لم تبد أي تمسك بالأسد في هذه المرحلة خلال تبادل الآراء مع الوفد الذي حاول معرفة مصير حليفه بشار الأسد.

بقاء الأسد غير مضمون

ونقلت "الوكالة المركزية اللبنانية" عما وصفتها بمصادر مطلعة من العاصمة الروسية، أن لافروف أشار إلى أن بقاء الرئيس الأسد في السلطة لولاية رئاسية جديدة أمر غير مضمون، حيث استند المصدر إلى تصريح الخارجية الروسية حول تأكيدها على أن الحل في سوريا يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي وفق رغبة الشعب السوري نفسه.

دعم حكومة الحريري

على صعيد آخر، أبدت موسكو موقفا حازما تجاه تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري وفق بيان الخارجية، الذي قال: "وفي نفس الوقت تم التركيز على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن برئاسة سعد الحريري قادرة على ضمان خروج لبنان من الأزمة المنهجية"، وهو ما يشكل صفعة أخرى لميليشيا حزب الله التي تعرقل تشكيل تلك الحكومة منذ أكثر من عام، وهي إشارة إلى أن روسيا لن تقبل بدور سلبي للميليشيا في انهيار لبنان بسبب أجنداتها الإيرانية، الأمر الذي أشارت إليه مواقع لبنانية عديدة.

وفد الحزب يهان في موسكو

وكان أعضاء وفد ميليشيا حزب الله اللبناني، تعرضوا لإهانة دبلوماسية أثناء وصولهم إلى مبنى الكرملين وغياب أي مسؤول روسي في استقبالهم، وذلك وفق فيديو سربه موقع روسي يظهر لحظة وصول وفد الميليشيا إلى مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو، حيث لم يتم استقبال الوفد من أي مسؤول روسي، إضافة لعدم وجود سيارات دبلوماسية لنقلهم، بل تم نقلهم بحافلة ركاب صغيرة "(ميني فان)، وظهر الأعضاء يترجلون من الحافلة بشكل سريع تحت المطر للدخول بشكل مهين إلى مقر الوزارة.

ويعد تسريب الفيديو من موقع (PNA HOBOCTN) متعمدا من وسائل الإعلام الروسية لإظهار قيمة الميليشيا لدى موسكو، حيث لاقى التسجيل استهزاء واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي العربية والروسية، والذي وصفته بعض المواقع اللبنانية بأنه "فيديو مهين للغاية".

وتأتي زيارة وفد ميليشيا حزب الله اللبناني (ذراع إيران وحليف أسد) إلى موسكو بالتزامن مع الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية، والتضييق الدولي المتزايد على بشار الأسد ونظامه وتخوف الميليشيا من سقوط مفاجئ للأسد، بعد أن ساهمت بقتل وتشريد الشعب السوري خلال تدخلها لصالح ميليشيا أسد منذ عام 2012.

وليست الزيارة الأولى من نوعها، فقد ذكّرت الصحيفة الروسية بزيارة سابقة لوفد حزب الله إلى موسكو عام 2011 للقاء المسؤولين الروس والاطلاع على الموقف الروسي تجاه الأسد ونظامه، بالتزامن مع الترويج دوليا للجنرال «مناف طلا»س المنشق عن ميليشيا أسد لقيادة مرحلة انتقالية في سوريا في ذلك الوقت.

وتتمثل مخاوف حلفاء الأسد بسبب قرب الانتخابات الرئاسية منتصف نيسان المقبل في سوريا، والتي تضيق فرص الأسد بالترشح لها بسبب التهديدات والعقوبات الدولية التي تلاحقه،  فضلا عن الانهيار الأمني والاقتصادي الحاصل في مناطق سيطرته، في وقت باتت ميليشيا حزب الله تهدد أمن واقتصاد لبنان المجا0ور بسبب سطوتها على مفاصل الحكم والأمن وعرقلة تشكيل أي حكومة تنقذ البلاد.

ليست هناك تعليقات