سوريا.. لا تباع
لا بد أن تنتصر إرادة الشعب الثائر العظيم على
إرادة العدو الجائر اللئيم.. فإرادة الشعب مستمدة من الله والهوية والتاريخ، ومن
طموح بالحرية لا حدود له.. أما إرادة العدو فهي مستمدة من هبوط القيم وقوانين
الظلم، والظلم مرتعه وخيم.
كشفنا أكبر جريمة سطو في التاريخ.. عندما ارتفعت
أصوات اللصوص.. وهم يتقاسمون سورية فيما بينهم فاختلفوا على مائها وهوائها وترابها..
فكل ما في وطني غال وثمين.. ولأجل ذلك سارع الأوغاد لتجاذبه وتمزيقه.
يا قراصنة العصر ولصوص الدهر..!.. في بلادنا
المعدن النفيس والجوهر المكنون. في بلادنا قطائف الزهر وعبق الزيزفون. في بلادنا
سنابل القمح وعرائش الياسمين.. وهذه البضاعة ليست معدة للبيع والمتاجرة ولو عرضت
علينا أموال الدنيا.
سنحرس الديار بالعيون والمقل.. ونصنع من أجسادنا
أسواراً تصون الأرض والعرض والهوية والأمل.. مستمسكين بقرار صارم ورصين: سوريا الحرة
خط أحمر.
مكتوب على حدود سوريا: «يمنع الدخول للمرائين
بشعارات الطائفية العفنة، ولا للمتسربلين برايات الظلامية النتنة. فسوريا موطن
الأطهار والسادة الأبرار.
إن أرضاً سقيت بدماء السوريين الشرفاء لا تصلح
للبيع.. وسنقطع اليد التي تبيع.. والأخرى التي تشتري.. فيا قائد التشبيح الطائفي.. إياك أن تظن أن لك
حفنة من تراب الوطن الحبيب حتى تبيعه.. فمن لا يملك لا يبيع.. اخرجوا من سوريا
فأنتم غرباء.. وأعداء ألدّاء.
ظن القاصر المعتوه والأرعن المشبوه أن سوريا
مزرعة لبيت أبيه.. وأن بوسعه أن يبيعها متى شاء.. ومتى عصرته الظروف.. وحاصرته
الأحداث.
تتعرض سوريا اليوم لأكبر عملية تزوير في التاريخ..
تزوير يتعلق بالأعداد والأحداث والأفكار والقيم والمبادئ.. لكن سوريا كعادتها تنجو
في كل مرة من المؤامرات الغادرة.
لم يترك القاصر الفاجر مكتباً عقارياً إلا وسجّل
فيه الوطن للبيع.. وكان يكتب في كل مرة يسألونه فيها عن مواصفات الوطن إنه «سوبر
ديلوكس» ويتمتع بموقع حيوي وأوصاف أخرى لا توجد إلا بالأحلام.
حين يقضي الرئيس اللص كل فترة حكمه بالسلب
والنهب.. ويشارك الناس في أموالهم وأعمالهم.. فسوف يجد نفسه مضطراً عشية الرحيل
لحزم حقائبه، وخاصة حقيبة الأموال التي قبضها ثمناً للوطن. لكن حراس الوطن
سيوقفونه قبل أن تغادر قدماه تراب الوطن.
عندما رأى طاغية الشام.. وذيل روسيا وإيران.. أن
ساعة الرحيل قد اقتربت.. سارع إلى عرض محتويات الوطن للبيع.. وراح يصرخ بأعلى صوته:
«لدينا وطن برسم البيع بداعي السفر».. اغتنموها فهي فرصة لا تعوض، فاليوم موسم
التنزيلات، هذا ما يصيب أسد المقاومة والممانعة حين تهزم فلوله.
بعد ثورة الكرامة التي كتبت على جبين الزمن أروع
الملاحم.. ملاحم العز والفخار.. لم تعد سوريا ساحة للخضوع والخنوع.. ولا مكانا
للتمسح والتزلف.. «سوق النخاسة» أغلق بالشمع الأحمر للأبد.
سوريا موطن الشرفاء.. سوريا لا تقبل القسمة على
اثنين.. ولا على ثلاثة.. ولا أربعة... سوريا موطن الأحرار وليذهب العبيد إلى
الجحيم.
إن سوريا قبل الثورة وطن بديع متألق، لا يقبل
البيع والمقايضة والمساومة، وبعد الثورة.. والتضحيات الزاكيات... لا يقبل حتى
اللمس فقد كتب على جداره «ممنوع اللمس».
الوريث القاصر.. بشار الخائب.. لم يكن في لحظة
من اللحظات أمينا على سوريا ولا على شعب سوريا، وحين يعرضها للبيع فذلك لأنه غريب
عن الوطن بل هو عدو للوطن.. ولو كانت سوريا غالية على قلوبهم لما عرضوها للبيع.. لكنهم
أوباش العصر وأوغاد التاريخ.
عندما رأى كلب إيران أنه يخسر سلطته الجائرة، تربع
على الرصيف ووضع سوريا على «البسطة» ليبيعها للقاصي والداني.
القاصر المعتوه يرهن المؤسسات الحكومية لأمه
الإيرانية.. «الذئبة اللئيمة»... ولأبيه الروسي «الخنزير الغشيم».. يفعلون ذلك
وكأن سوريا مستباحة لهم.
من كان يظن أن بمقدوره أن يضع الوطن على «طاولة
القمار» فقد خاب ظنه.. وخابت أمه التي تضمه.
جلس الخبثاء في عتمة الليل الحالك يتهامسون.. يختلفون
بينهم ويتفقون.. على ثمن سوريا.. وهم لا يعلمون أن سوريا لا تقدر بثمن.
بلادنا عزيزة على قلوبنا.. ومن عزّت عليه بلاده
فسوف يتمسك بها.. ويدافع عنها ويضحي من أجلها.. ومن هانت عليه البلاد فسوف يسلّمها
بأرخص الأثمان.
ألا يكفيك يا طاغية الشام ما جمعته من أموال من
أفواه الشعب السوري، ومن خيرات الوطن؟. حتى تعرض أجزاء سوريا للبيع؟. سوريا التي
قلعت عينك ومرَّغت أنفك بالوحل أنت وحلفاؤك ليست للبيع.
سوريا لا تباع ولا تقسَّم ولا تستسلم.. واسألوا
التاريخ إن شئتم.. أعداء سورية على موعد مع الهزائم المزرية والإخفاقات المخزية
التي تجعلهم يعضّون أقدامهم وأيديهم من شدة الندم.
كم ادعيتم- يا أعداء سوريا- من آل الأسد وأعوانه
بأنكم وطنيون وحريصون على الشعب ومقدرات الوطن ومصالح الناس، لكن الثورة السورية
فضحتكم وكشفت القناع عن وجوهكم الكالحة، لتثبت أنكم عصابات مارقة، اتخذت من سورية
مرتعاً خصباً للعربدة والسلب والنهب.
عندما رأى الشعب السوري أن القاصر المعتوه بشار الأسد
يتصرف بسوريا كيفما شاء تأكدوا أن «آل الأسد» لا ينتمون للوطن بل إنهم أعداء الشعب
والوطن، ولا يمكن أن يحملوا نوايا طيبة للشعب السوري العظيم.
إن أرض الوطن هي الأم الجامعة لكل أبنائها الذين
يبنون ولا يهدمون، يصلحون ولا يفسدون، أما المارقون العاقّون فهم أشقياء محرومون
ولا مكان لهم في سورية الغد.
ناصرابوالمجد
بلادنا غالية علينا عزيزة على قلوبنا ، ولن نسمح
للسفهاء أن يعبثوا بها ، ولن يطول أمد مغامراتهم في سورية ، فأحرار سورية هوايتهم
وضع الحد للخائنين ، وإيقاف المعتدين .
سوريا الموطن الحاضن لجميع السوريين .. بكافة
أطيافهم وأعراقهم وأديانهم ، لكنها محرمة فقط على السفاحين المجرمين الذين لا مكان
لهم إلا وراء القضبان أو تحت التراب .
بإمكانكم أن تفعلوا ما تشاؤون في عتمة الليل ..
ولكن حين يطلع النهار - ولا بد أن يطلع - فسوف ينكشف ما أخفيتموه على الناس .. لن
تكتمل صفقة البيع السري لسوريا الحبيبة كما تشتهون .. فكل العقود التي أبرمتموها
هي تحت أقدام أطفال سورية .
ليست هناك تعليقات