آخـــر ما حـــرر

نحن قوم أحرقنا السفن ولن نلتفت إلى الخلف



  • لقد واجه الشعب السوري الثائر عدوَّا شرسا اتخذ قرار النصر ولا شيء غيره، بأي وسيلة وبأي ثمن، وما علينا سوى الأخذ بخيار النصر ولا شيء غير النصر دون الاكتراث بالخطوط الحمراء، كما علينا تجنب خيار الهزيمة والاستسلام، فالهزيمة تعادل العبودية والانتحار والانتكاسة التاريخية المريعة.
  • لم نقم بالثورة على البغي والطغيان من أجل الهزيمة والإخفاق، فزمن الهزائم  مضى، وزمن الإخفاق قد انقضى، وتكلفة الهزيمة هي أكبر بكثير من تكلفة المضي في الثورة، وثمن الاستسلام هو أكبر بكثير من ثمن الصمود، نحن قوم أحرقنا السفن ولن نلتفت إلى الخلف.
  • نحن أمام لحظة فارقة في نضال الشعب السوري الثائر، فلم يعد هذا النضال موجهاً فقط تجاه النظام، وإنما هو أمام التحدي الجديد، المتمثل في مواجهة الاحتلالين الإيراني والروسي، وهو ما سيتطلب قراءة سياسية مختلفة، بعيداً عن الأوهام والرغبات  التي ما زالت تطبع القراءة السياسية لكثير من القوى، وتجعلها تقع في مطب الخفة السياسية في طرحها ورؤاها وحركتها، مع أن الشعب الثائر أدرك هذه الحقيقة مبكرا وقبل النخب المائعة لكن من المفيد أن يتفق النخب والشعب على أن إيران وروسيا هما العدو الأول للشعب السوري الحر.
  • كم حاول النظام إلغاء الثورة السورية من المشهد، حتى لا يسجل التاريخ أنه مرّ على سورية شيء اسمه ثورة، ومن هنا فعلينا تثبيت الحالة الثورية، والإقرار بأن الثورة السورية هي منجز تاريخي للشعب السوري، تم تحقيقه بالتضحيات الجسيمة التي لا يصح التفريط بها وأنها بداية لتاريخ جديد له ما بعده.
  • لقد وضع النظام الجائر «شخصية الأسد» كمعادل لقيمة الوطن، فلا يسقط الأسد إلا بسقوط الوطن معه، مما يرتب علينا وضع الخطط المضادة لهذا التصور القذر، وتجنيب الوطن مغبة السقوط مع سقوط الطاغية.
  • لكي ننتصر يتحتم علينا اليوم رعاية الثورة السورية العظمى، والدفاع عنها، وتثبيت شرعيتها، وتجنيبها أي شبهة قد تعلق بها، فالعدو الطائفي عمل بأقصى جهده لتلطيخها بالشبهات، وتشويهها بالشائعات، وإلصاقها بالشائنات، لشيطنتها وتبغيض العالم بها.
  • فالعمل الثوري شرف لمن ينهض به، ومفخرة لأصحابه، لأنه يمثل الوقوف في الضفة الصحيحة من التاريخ، ولأنه مرتبط بقيمة الدماء والآلام، ومتصل بمعاني الحرية والكرامة، وعليه: فالثورة مصدر فخر واعتزاز لأنها الأعظم في التاريخ وليست ورطة ولا عارا كما يريد العبيد أن يصوروها.
  • المطلوب اليوم من أحرار الثورة  العمل على ضخ دماء جديدة في ثورة الكرامة، لاسيما من فئة الشباب الذين قصّوا «الشريط الحريري» لثورة التاريخ، وحطّموا حاجز الخوف وجدار الذل والاستكانة، لإعادة الثورة إلى أصحابها الشرعيين بعد أن سرقت منهم.
  • إن ثقل الأزمة وعظم التحديات وتكالب الأعداء هو اختبار اللحظة الحرجة التي لا تقبل الحياد، مما يحتم على النخب تحمل المسؤولية التاريخية والعمل بالطاقة القصوى وفي الاتجاه الصحيح... كما أن طول أمد الصراع قد أتاح للنظام المجرم وحلفائه هامشا كبيرا من العبث في الثورة، وحرفها عن مسارها، نظراً  لامتلاكه أدوات متقدمة في القمع والإعلام والاستخبارات، مما يرتب على الناشطين بذل مزيد من الجهد لاختصار أمد الأزمة والتقليل من فاتورة الدم.
  • يجب أن نلغي من الثورة تلك الفوارق الكبيرة في التضحيات!.. بين أطياف الشعب الثائر والتي وصلت إلى درجة أنه تشكّل فريقان: فريق يقدم كل شيء، وآخر قاعد لا يفعل أي شيء، فريق يتلقى النار، وفريق يجني الثمار.


ليست هناك تعليقات