شعب سورية هو شعب المعجزات


كل الضمائر متهمة وغير بريئة، فالصامتون ألسنتهم متهمة، والمتفرجون أبصارهم متهمة، والعابثون مشاعرهم متهمة، فضلاً عن المجرمين واللصوص والكسبة والمتسلقين فهؤلاء منعدمة أصلاً ضمائرهم، إلا ضمير الثورة فهو الوحيد الذي لا يمكن اتهامه، لأنه حطم كل القيود وأرغم الطغاة وقارع العتاة ودفع الثمن.
الشعب السوري هو الأحق بالمبادرة لنيل الحرية، وهو الأجدر بالعيش الكريم، ولن يكون العيش كريماً بوجود الحثالة الأسدية، ولئن كان للثورة  في بداية انطلاقها  بعض المبررات والدواعي، فبعد انفضاح  مخبوءات طاغية سورية وحلفائه، وانكشاف سوءاته صار لدينا ألف مبرر للمضي في ثورة الكرامة والتاريخ.
ثورتنا كأمواج المحيط تتقدم الموجة تلو الأخرى، بلا ملل ولا كلل، تتجدد الهمة بين لحظة وأخرى في تصاعد مستمر لا يعرف الفتور، ثوار الكرامة كالبركان كالإعصار، لهم عزيمة لا تضاهى وإرادة لا تبارى، هم اليوم يكتبون التاريخ تاريخ ميلاد الكرامة والعزة والإباء.
إن شكل الاصطفاف الذي أحدثته ثورة الكرامة السورية هو قمة في الروعة والإبداع، حيث قسمت الشعب السوري ما بين مؤيد  ومعارض، فانقسم المجتمع ما بين أحرار وعبيد، ولم يكن هدف الثورة السورية أن تقسم الشعب ما بين إسلامي وعلماني، فهذه بدعة حشروها في سورية حشراَ، وأرادوا بها  فتنة لتكفير الناس.
ثورة الكرامة هي ثورة الحقوق، حقوق الإنسان، التي لا تستطيع قوة أن تقف في وجهها، هي ليست  ثورة ضد الجوع والحرمان، ولا ثورة المال والأعمال، لكنها كانت ثورة ضد الظلم والهوان.
لقد أنهت الثورة السورية مقولة القائد الرمز والبطل الفذ، والظاهرة الاستثناء، والرقم الصعب، وحطّمت هيبة المنظومة الأمنية، هيبة تلاشت تحت ضربات الثوار وهتافات الأحرار، فأين مليونياتك يا أسد؟. اليوم أنتم أيها الطغاة لا تستطيعون أن تظهروا فوق الأرض حيث دخلتم في الجحور تزاحمون الفئران والجرذان.
الثورة السورية ثورة فاضحة مدمّرة للعقول المتحجرة والضمائر المتصلبة، فضحت أكبر مؤامرة في المنطقة، وهي مسرحية المقاومة والممانعة، ودمّرت أخطر مشروع في التاريخ وهو المشروع الفارسي الشيعي الحاقد.
كشفت ثورة الأحرار السورية أن الأسد لم يكن يحمل أدنى النوايا الحسنة للشعب العظيم، بل كان يكن كامل العداء لأبناء الوطن، يحدّ سكاكين الغدر والانتقام طيلة الفترة السابقة, وكان يشعر بأنه سيكون يوماَ ما في مواجهة محتومة مع شعب لا يشبهه في الأصالة والكبرياء.
ثوار الكرامة أسرجوا خيول العز بعزم لا ينثني، وانطلقوا بهامات لا تنحني، يحطّمون أصنام السلطة والمال وعروش الطغاة الظالمين، ليضعوا حجر أساس الكرامة للأمة جمعاء، مقدمين الغالي والرخيص دون تردد ولا فتور.
شعب سورية هو شعب المعجزات وشعب المنجزات الباهرات، من قلب الظلام شعبنا يصنع الضياء، ومن صميم الأزمات يصنع الأمل، شعبنا أستاذ المعالي وسيد المكارم والمفاخر على المدى.

ليست هناك تعليقات