آخـــر ما حـــرر

الخارجية الأميركية: فيديو التضامن تأكيد جديد على أهمية محاسبة الأسد



رأي المحرر

مضى بضعة أيام على نشر صحيفة الغارديان فيديو يوثق مجزرة ارتكبتها عصابة الأسد الإجرامية في حي التضامن بدمشق، ونفذها المدعو «أمجد اليوسف» بحق أبرياء مدنيين بطريقة «ما فوق إرهابية».

ولا زال السوريون الذين تفاعلوا جداً مع الحدث يرصدون المواقف الدولية من المجزرة وراعيها الحصري «بشار الأسد». حيث ينتظر السوريون ظهور مواقف متقدمة تتناسب وواقع الحال الذي عاناه شعب سوريا من النظام الطائفي المجرم.

وهنا أثير جدل كبير بين النخب السورية التي انقسمت إلى فريقين كعادتها: فريق يحمل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار المأساة السورية مع استمرار نظام الأسد في السلطة. وفريق يدافع عن المواقف الدولية مستحضرا مبررات من هنا وهناك.

وأنا أرى الحق موجوداً فيما يقوله الفريقان فيما لو جمعنا وجهتي النظر بالقول: إن المجموعة الدولية كانت متخاذلة جداً مع الشعب السوري لمصلحة نظام الأسد المجرم. لكن ليس على مبدأ الحرص على إعادة إنتاجه وتجديد الشرعية له، إنما على مبدأ أن الضحية لا تعنيهم كثيراً وأن لعبة «التوازنات الدولية» فرضت إيقاعها على المواقف الدولية فجاءت بليدة إلى حد بعيد.

من جهة أخرى كان على قوى الثورة السورية ونخبها إجراء مراجعات لخطابها وسياساتها وسد الذرائع وغلق الفراغات التي يمكن للدول أن تحتج بها على الثورة السورية كمبرر للتخاذل. كوجود التطرف وهيمنة الفصائل الإرهابية، والإصرار على إرسال رسائل مقلقة للمجتمع الدولي تنبئ بأن القادم لا يبشر بخير.

لكن الذي يجب التأكيد عليه بداهة أن قضيتنا العادلة تلزمنا بانتظار المواقف المتقدمة من قبل قوى الثورة ونخبها، قبل مطالبة الدول بها. فليس من المعقول أن نطالب الغريب بالتفاعل مع جرح لا يؤلم صاحبه.

هنا يتساءل فريق من الشعب السوري: أين بيانات الائتلاف المنددة بإجرام النظام؟.. لماذا يصر فريق «اللجنة الدستورية» على المضي قدماً في مهزلة الدستور؟. أين المظاهرات العارمة في الشمال المحرر والتي خرجت في عدة مناسبات «لا سورية» تعبر عن موقفها؟. أين الإعلاميون من أخذ دورهم في جعل قضية التضامن قضية رأي عام؟. أين من يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا؟.

بعد أن نجيب على تلك الأسئلة يمكننا طرح سؤال: أين المجتمع الدولي مما يحدث في سوريا؟. عندها ستبدو الأمور أكثر واقعية، وأكثر عقلانية، وسيزول الانقسام الحاصل بين النخب، حول النظرة إلى المواقف الدولية.

وفي الخبر

شجبت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، بشدة الفظائع التي وثقها شريط فيديو لإطلاق النار على مدنيين معصوبي الأعين وغير مسلحين من قبل عنصر في قوات النظام السوري، حيث يظهر الضحايا في الفيديو وهم يسقطون في مقبرة جماعية، ضمن مذبحة قيل إنها شملت "عشرات المدنيين".

وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، على أن الفيديو الذي يوثق لمذبحة عام 2013 في حي التضامن السوري، يلفت إلى أدلة إضافية لجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، ومثالاً مروعاً آخر على الفظائع التي عانى منها الشعب السوري لأكثر من عقد من الزمان.

وأثنى بيان الناطق على الأفراد الشجعان الذين يعملون على تقديم الأسد ونظامه إلى العدالة، وغالباً ما يتعرضون للخطر على حياتهم.

وذكرت وزارة الخارجية إنها تستمر بدعم العمل الحيوي لمنظمات المجتمع المدني السورية لتوثيق انتهاكات قانون النزاع المسلح، وأيضاً انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وجهودها للنهوض بالعدالة الانتقالية.

وكرر البيان التزام حكومة الولايات المتحدة بضمان المساءلة عن الفظائع التي يواصل نظام الأسد ارتكابها ضد السوريين، لافتاً إلى أن المساءلة والعدالة عن الجرائم والانتهاكات والتجاوزات المرتكبة ضد السوريين ضرورية لتحقيق سلام مستقر وعادل ودائم في سوريا والمنطقة.

ووثق تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية، حضره الباحثان «أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور» العاملان في «مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية» في جامعة أمستردام، الجريمة بالفيديو وباسم مرتكبها وصورته.

ولفتت الغارديان إلى إن هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 يعرف بفرع المنطقة من جهاز المخابرات العسكرية"، حيث تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.

ليفانت-وكالات

ليست هناك تعليقات