تركيا وقطر توجهان صفعة مباشرة لنظام الأسد
رأي المحرر
لا أظن أن
القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في آذار 2022 سوف تحتضن مجرم الحرب
التاريخي بشار الأسد!.. وذلك بالنظر لانعدام تكافؤ الثنائي «السعودية وقطر» الرافض
للتطبيع مع النظام، و«الجزائر والعراق» الداعيتين لحضور النظام الطائفي قمة العرب
بعد استبعاد دمشق من «جامعة الدول العربية» لعقد من الزمن.
ولو أضفنا
العوامل الدولية لصار بحكم المؤكد غياب النظام عن القمة، فأمريكا بحجها الكبير، وأوربا
بثقلها الكبير يرفضان أي شكل من أشكال التطبيع مع النظام سواء كان عربياً أم
دولياً.
كعادتها
المعارضة السورية البائسة لا تتفاعل مع المواقف الدولية إيجاباً، وعند اللزوم
تتفاعل سلباً. فكان عليها تصدير البيانات المتلاحقة حيال كل موقف يبدو إيجابياً
وذلك لتوثيقه وتثبيته. يقولون: إن الحد الأدنى من ممارسة الفعل السياسي يتمثل بـ «ثنائية
السياسة» وهي الترحيب بأي دعم والتنديد بأي عدوان، بعد الابتعاد عن «التأويل والتعطيل»
لأن «المتفلسفين سياسياً» قادرون على تفسير الدعم بأنه عدوان والعدوان دعم، «فيشكرون
المواقف المضِرَّة وينددون بالمواقف المفيدة».
وفي الخبر
علقت كل من
تركيا وقطر على إمكانية عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، وحددتا موقفهما من
التطبيع مع نظام الأسد الإرهابي والنتائج التي ستسفر عن هذه الخطوة.
جاء ذلك خلال
مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية، التركي «مولود جاويش أوغلو» والقطري «محمد بن
عبدالرحمن آل ثاني» في العاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الاثنين 6 كانون الأول. يأتي ذلك في ظل زيارة
رسمية للرئيس التركي «رجب طيب أردغان» إلى قطر، سيشارك خلالها باجتماع اللجنة الاستـراتيجية
العليا بين البلدين في نسخته السابعة.
وفيما يتعلق
بلقائه مع وزير الخارجية التركي، أشار الوزير القطري إلى أنه ناقش معه التطورات في
سوريا والعراق وملفات إقليمية أخرى. مشدداً على أن الأسباب
ومباعث القلق التي دفعت لتعـليق عضوية نظام الأسد في الجامعة العربية ما تزال
موجودة. وأوضح وزير الخارجية القطري أنه لا يمكن التطبيع مع النظام
دون حل سياسي، وإعادة النازحين واللاجئين إلى بلادهم. وبيّن «آل ثاني» أننا لسنا
في موقع يسمح للنظام بأن يحضر القمة العربية ونأمل أن تدرك الدول العربية ذلك
أيضاً.
من جانبه قال
وزير الخارجية التركي: إن دعوة نظام الأسد للجامعة العربية سوف تدفعه للاستمرار في
بطشه وتعرقل الحل، مؤكداً أن الحل الوحيد في سوريا هو حل سياسي.
وتطالب عدة
دول عربية، من بينها الجزائر والعراق، خلال الآونة الأخيرة، باتجاه إعادة نظام
الأسد لجامعة الدول العربية، قبل انطلاق القمة المقبلة.
يذكر أن
الرئيس التركي وصل اليوم الاثنين إلى قطر، في زيارة رسمية، حيث سيترأس وفد تركيا
في اجتماع الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة. وتعتبر هذه القمة
الـ29 بين الرئيس أردوغان والأمير تميم، خلال 70 شهراً، وهو رقم قياسي في تاريخ
العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية.
ليست هناك تعليقات