سيدتان من «مهد الثورة» تستنهضان همم الرجال
رأي المحرر
لقد كان يوماً تاريخيا بامتياز، يوم
29/7/2021 بكل المعاني التي حملها ذلك اليوم الأغر في صفحة الزمان، فقد أعاد أبناء
حوران ذكريات المجد الغابر التي غابت عن الساحة لسنوات بعد أن تم رهن ثورة الكرامة
السورية لأجندات «محور المقاومة» والذهاب بها بعيداً.
سيدتان من حرائر حوران يطلقن نداء
العزة والإباء رافضين أي شكل من أشكال الخنوع والاستسلام في وقت صار الاستسلام
ثقافة جديدة يتم طرحها بإطار «عقلاني» حتى وصل الحد ببعضهم لطرح فكرة التحالف مع
إيران بفلسفة لا يفهمها أبناء درعا مهد الكرامة.
وفي الخبر
استنهضت سيدتان من أهالي درعا همم
الأهالي في عموم أرجاء حوران للدفاع عن أحياء درعا البلد وأهلها المحاصرين في وجه
تصعيد العسكري لميليشيا الأسد وإيران.
ونشرت صفحات على منصات التواصل
الاجتماعي تسجيلين مصورين لسيدتين من درعا البلد تحمل إحداهما سلاحاً رشاشاً
والأخرى سلاحاً فردياً وتتعهدان بالوقوف إلى جانب رجال المنطقة للتصدي لميليشيا
أسد.
وأكدت السيدتان في التسجيلين أنهما
تحملان السلاح إلى جانب نحو 50 سيدة أخرى ويرفضن ما يسمى باتفاق المصالحة الذي تحاول
ميليشيا الأسد فرضه على أبناء درعا البلد، وأكدتا صمود الأهالي ولو استدعى ذلك بذل
الدماء.
وجاءت التسجيلات في وقت تشهد فيه عموم أرجاء درعا انتفاضة ضد ميليشيا الأسد التي أطلقت خلال الساعات الماضية عملية عسكرية للسيطرة على منطقة درعا البلد.
ومع إعلان نداء الفزعة نصرة لأهالي درعا البلد، أعلن شبان أسر 70 عنصراً من ميليشيات النظام الإرهابي بعد سيطرتهم على جميع الحواجز العسكرية في بلدات صيدا وكحيل وأم المياذن شرق درعا.
وسيطر عدد من أهالي مدينة الحراك بريف
درعا الشرقي على حواجز عسكرية في المدينة، وقتلوا عدداً من عناصر ميليشيا النظام
الطائفي وأسروا اثنين آخرين.
وفي الريف الغربي أسر ثوار مدينة جاسم
عدداً من ميليشيا نظام العمالة والغدر إبان سيطرتهم على حاجزي «السرايا، القطاعة»
كما استسلم عناصر آخرون عقب سيطرة أبناء بلدة النعيمة على حواجز «الرادار، السرو
ومزرعة النعام».
فيما دارت اشتباكات عنيفة بين عدد من
أهالي مدينة نوى وميليشيا أسد داخل أحياء المدينة وفي الحواجز العسكرية بمحيطها.
وأغلق شبان من بلدة صيدا بريف درعا
الشرقي الأوتوستراد الدولي «دمشق عمان» وقاموا بقطعه نارياً أمام مجموعات ميليشيا الأسد
القادمة إلى المحافظة.
وكان الاحتلال الروسي وميليشيات الأسد
بدأوا حصار درعا البلد أواخر الشهر الماضي، بإغلاق المنافذ والطرق الرئيسية وزيادة
التفتيش والمضايقات على سكانها، لإجبارها على تسليم سلاح أبنائها وإقامة بعض
النقاط العسكرية داخل الأحياء، كما هددت قبل أيام بالخيار العسكري وتدمير الجامع
العمري (الأثري) الذي يعدّ رمز المدينة ومهد انطلاقة الثورة السورية.
ومنذ أيام توصل الطرفان لاتفاق يقضي
بإنهاء الحصار الخانق المفروض على المنطقة، ونص الاتفاق على تسوية أوضاع نحو 130
شخصاً ورفض تهجير أو تسليم أيّ من المطلوبين، إضافة للاتفاق على نشر ثلاثة حواجز
أمنية (حواجز ومفارز) لميليشيا الأسد التعفيشية داخل الأحياء.
لكن نظام الأسد انقلب على الاتفاق بعد
ساعات على توقيعه بجلب مزيد من التعزيزات العسكرية وتطويق المنطقة ومحاولة
اقتحامها وخاصة من ميليشيا الفرقة الرابعة التي أجرت استعراضاً عسكرياً مستفزاً
داخل الأحياء، حيث هتف العناصر لبشار الأسد والميليشيا بهدف نشر الذعر في صفوف
الأهالي، إضافة لقصف بالمدفعية والرشاشات على الأحياء خلال الساعات الماضية، ما
أسفر عن مقتل شخصين من المدنيين على الأقل وإصابة آخرين.
أورينت بتصرف
ليست هناك تعليقات