تحضيرات إسرائيلية لحرب ثالثة على لبنان.. لهذه الأسباب
رأي المحرر
لم يعد مستبعداً أن تشن إسرائيل حرباً حاسمة ساحقة ضد حزب الله
الإيراني!. وهذا الأمر مرتبط بعدة أسباب أهمها:
كسر أذرع إيران قبل عملية إسرائيلية مفترضة ضد المنشآت النووية
الإيرانية حيث تفيد تقارير أن إيران قريبة- أكثر من أي وقت مضى- من إنتاج السلاح
النووي.. لا سيما وأن مفاوضات فيينا تراوح في مكانها وسط استعصاءات تفاوضية.
السبب الثاني يتعلق بالأوضاع اللبنانية المتردية حيث بات لبنان على
حافة الانهيار مع بقاء حزب الله كقوة وحيدة لم تتأثر كثيرا بالكارثة الاقتصادية
التي أصابت الجميع.. ولا تقبل إسرائيل سيطرة الحزب على لبنان بشكل مطلق فتلك سياسة
ثابتة لدى اسرائيل بعدم التسليم لمنتصر بالمطلق.
السبب الثالث هو التحسب من حالة الفوضى التي ستصيب لبنان عند الانهيار
الكامل ففي تلك الحالة سيختفي من يتحمل مسؤولية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وهو
الأمر الذي ترفضه اسرائيل.
لا شك بأن معظم اللبنانيين يرحبون بهكذا خطوة ليقينهم بأن الحزب هو من
أوصل لبنان إلى تلك الحالة المتردية، لكن ذلك الترحيب يحدث في المجالس الخاصة خشية
العقاب.
كل هذا لا يعني مطلقا أن يتحقق هذا الاحتمال المتعلق بحرب تشنها
اسرائيل على لبنان، فاللاعب الثاني «حزب الله» لازال قويا ويعرف كيف يخطط في
الأوقات الحرجة، فقد يذهب بلبنان إلى حرب أهلية مدمرة تنتهي بتدخل دولي يفرض تسوية
سياسية يكون الحزب فيها الرابح الأكبر، وهذا الأمر هو الوحيد الذي يمكن أن يصرف
اسرائيل عن القيام بعمل عسكري كبير على لبنان.
وفي الخبر
في خضم الأزمة التي يعيشها لبنان، هدد
مسؤول إسرائيلي خلال حديث لوسائل إعلام إسرائيلية بشن حرب جديدة على لبنان، على
اعتبار أن نظام الحكم القائم فيها ينهار، ما يهدد بفراغ أمني في البلاد (سبب أول)
وسط تنامي سطوة إيران وميليشيا حزب الله على المنطقة (سبب ثان).
ويشهد لبنان بحسب تقارير دولية، أسوأ
كارثة في تاريخه الحديث وصلت يوم أمس ذورتها، بعد وفاة أطفال ورجل مسن بسبب انقطاع
الكهرباء والدواء، فضلاً عن شح المواد الغذائية وانقطاع الوقود بفعل تهريبه إلى
نظام أسد في سوريا.
حرب ثالثة
واطلعت أورينت على تقرير نشرته صحيفة «هآرتس»
الإسرائيلية باللغة العبرية نقلت فيه عن أحد المسؤولين الأمنيين (لم تسمه) قوله:
إن إسرائيل متخوفة من الانهيار السريع للسلطة في لبنان وما يشكله ذلك من فراغ في
البلاد، وسط تنامي دور ميليشيا حزب الله وممولها إيران التي تسعى للسيطرة على كامل
البلاد، مهدداً بإمكانية شن إسرائيل حرباً ثالثة في لبنان في ظل التهديدات التي
ستشكلها ميليشيا حزب الله وإيران في حال استمر الوضع كذلك.
وأضاف: الجيش الإسرائيلي يعزز قدراته
لمواجهة قدرات (حزب الله) العسكرية وتعقيدات مواجهة مسلحة في لبنان تستوجب اجتياحاً برياً عميقاً. التطورات في
لبنان تلزم الحكومة الإسرائيلية بحسم كثير من المسائل المتعلقة ببناء قوة (حزب الله)
الذي يحصل بشكل متواصل على مساعدات من إيران، ويجلب الاستثمارات والمشاريع
الإيرانية إلى البلاد.
واستطرد: بدأت ميليشيا حزب الله بدعم
المنتجات الغذائية والوقود وفتح شبكات صرافة آلية للمواطنين الشيعة فقط في الوقت
الذي ينهار فيه الجهاز المصرفي في لبنان عموماً، ومحطات الوقود ترفع الأسعار بشكل كبير
بسبب النقص الشديد في السوق.
حزب الله يطور صواريخه
وتابع المسؤول: لقد لاحظنا أن لبنان
يشهد تحولات خطيرة في السنة الأخيرة، أبرزها استمرار تطوير وتقدم مشروع (حزب الله)
بتحسين دقة الصواريخ، الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية عموماً، ومنشآت
استراتيجية مثل محطات توليد الكهرباء والبنية التحتية المائية ورموز الحكم خصوصاً،
وهو يواصل التسلح بمنظومات دفاع جوي تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المجال
اللبناني والمنطقة وهذه قضية مقلقة جداً، كما إن تراجع دور الجيش اللبناني بشكل
كبير سيزيد من سطوة ميليشيا حزب الله على الحكم حيث إنه بدأ بالتفكك وفقدان (سمعته
وثقله) في البلاد.
حزب الله منع اتفاقيات دولية من
التنفيذ
ووفقاً للتقرير نفسه، فإن ميليشيا حزب
الله، منعت السلطات اللبنانية من التوصل لتسوية في موضوع إلقاء كميات كبيرة من النفايات
اللبنانية مقابل بلدة المطلة الإسرائيلية، رغم تدخل قوات (يونيفيل)، إضافة لعرقلته
اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أنه تم عرض
آخر المستجدات على الولايات المتحدة.
لبنان يدفع الثمن
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد
(نفتالي بنيت)، ذكر في تصريحات له خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، أن الجيش
الإسرائيلي يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة التطورات في هذا البلد المنهار، مشيراً
إلى أن الدولة اللبنانية باتت على حافة الانهيار مثلها مثل جميع الدول التي تستولي
عليها إيران، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن.
وقال (بنيت): نتابع الأوضاع هناك عن
كثب أنا ووزير الدفاع ووزير الخارجية، وسنبقى على أهبة الاستعداد، مشيراً في الوقت
نفسه إلى ضبط قوات جيش الدفاع والشرطة مسدسات بقيمة ملايين الشيكل جرى تهريبها إلى
إسرائيل مؤخراً.
وباتت إسرائيل تدرس إمكانية إنجاز
الجدار الأمني المتطور على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، بتكلفة مليار شيكل (300
مليون دولار أمريكي) وذلك لمواجهة خطط «حزب الله» في التسلل إلى بلدات إسرائيلية
وفق مسؤولين.
ليست هناك تعليقات