آخـــر ما حـــرر

أيها السوريون الأحرار.. إسقاط النظام أم محاكمته؟.

كم كان يؤلمني حديث نخب الثورة عن «إسقاط النظام» دون الحديث عن محاكمته!. أما الذين كانوا يترددون في بند «إسقاط النظام فهؤلاء لهم شأن آخر فيصعب علي اعتبارهم من الثائرين أو يمتون للشعب السوري بأي صلة. بل وأظنهم منافقين يريدون ضمان كل النتائج ليضمنوا الربح في كل الاحتمالات.

وحين نتحدث عن «محاكمة النظام» فهذا ليس تجاوزاً للحقيقة ولا تخطياً للديبلوماسية حيث فهم البعض أن الديبلوماسية الناجحة هي الأداء المائع الهزيل في الوقت الذي حاولوا تصدير أنفسهم بأنهم هم وحدهم من يتعاطى السياسة بحرفية عالية.

يدرك بشار الأسد أكثر من أي وقت مضى أن الحبل بدأ يلتف على عنقه.. ويدرك هو أكثر من غيره أنه قد خنق نفسه بجرائمه الشائنة. وسيقع الرئيس البائس بشر أعماله.

يقولون: من شابه أباه فما ظلم.. لكن الأمر في سورية مختلف. إذ يمكن القول: «من جاوز أباه فقد ظلم». إنه ذيل الكلب بشار.. الذي انتعل حذاء أبيه الهالك المقبور حافظ الأسد ومضى يدوس على جماجم الأبرياء وأشلاء العزل.

من كان يظن أن بشار الأسد لازال شديد القوى فهو واهم وغارق في وهمه.. النظام الأسدي ليس له وجود مطلقا.. هو يتعكز على حلفائه أعداء سورية  «روسيا وايران وحزب الله».. لكن نبشرك يا بشار بأن «عكاكيزك اللئيمة» سوف تتحطم قريبا ويسلم السوريون.

بعد أن طارد السوريين في كل مكان.. ولاحقهم بالقصف والتدمير حتى في مخيمات اللجوء.. ها هو اليوم بشار الأسد بائع سوريا يتنقل من سرداب إلى آخر. كالفأر الخائف المرتجف بين الجحور خشية أن تطاله يد الاغتيال.. فكما روّع السوريين هو اليوم مروّع مرتعد الأوصال.

حاول بشار الأسد بائع سوريا أن يتجنب الوقوع حين استنجد بحلفائه الأوغاد.. كمن يحاول أن يسير على حبل ليتوازن عليه.. لكن الأسد أوشك أن يقع في حاوية المهملات.. ولا ندري- في الحقيقة- أي حاوية ستحتويه.. حتى حاويات القمامة تعاف إنتانه المقرف.

يتظاهر بشار الأسد بائع سوريا بأنه حريص على مصلحة الناس.. ويتأثر لمآسيهم ويشاركهم معاناتهم.. لكن الوقائع برهنت أن الأسد لا يحمل حداً أدنى من حسن النوايا تجاه الشعب.. فلديه جاهزية دوما لمزيد من الإجرام المركب والمتصاعد.

نظام الأسد الطائفي الإرهابي أصابته الصدمة وانتابه الذهول عندما سمع الشعب السوري ينادي بالحرية.. فأمر وحوشه بسحق المظاهرات السلمية بكل الوسائل الوحشية.. لكنه- حينما لم يحصل على نتيجة- أطلق تنظيم داعش في وجه السوريين الثائرين ليذبحوا الناشطين والثوار ويكملوا عملية سحق الثورة.. وبعد انكشاف كل أوراق داعش أطلق يد «النصرة».

لا يخجل البعض عند الحديث أن النظام السوري أقوى من أي وقت مضى.. الحقيقة الواضحة للعيان هي أن نظام الأسد صار صنماً فارغاً وشبحاً خاوياً تسنده إيران بكل قوتها.. والحقيقة الأوضح هي أن إيران نفسها خارت قواها.. واستنزفت طاقتها على نظام لا يستحق كل هذا العناء.. لكنه الحقد الذي أعماهم.. فأرداهم في مهاوي العار.

ما أسوأ المظهر الذي يظهر فيه بائع سوريا الوريث القاصر بشار الأسد.. حين يستقوي بالحزب الفاجر حزب الله الطائفي.. وحين يتباهى مؤيدو الأسد بجيشهم المهزوم والمأزوم.. وهم يعلمون أنه لولا كتائب الموت الطائفية لأصبح جيش الأسد في توابيت الموت منذ زمن بعيد.

ليست المشكلة في أن شعب سورية يواجه غزواً همجياً من إيران وروسيا.. لكن المشكلة هي أن يواجه الشعب عقلية إجرامية تشرف بدورها على صناعة عقليات إجرامية لا يمكن أن تتراجع عن الإجرام لا بالمفاوضات ولا بالتسويات. والحديث هنا عن صناعة إيران لتكتلات ترتكب الجرائم بلا حدود.

كم عانى شعب سورية من ويلات نظام الأسد الطائفي الإرهابي.. عانى من التقتيل والتجويع والتشريد والحصار.. وبعد كل هذا.. وبعد فشله في كسر إرادة السوريين لم يجد الوريث القاصر بائع سوريا سوى الكيمياء القاتلة ليقدمها إلى الشعب الثائر.

لأننا أصحاب حق.. ولأنهم أصحاب باطل.. لأننا نمتلك العزيمة والإيمان.. ولأنهم يمتلكون المطامع والهوى.. لذا فإننا سننتصر على الرغم من قلة العتاد.. وعلى الرغم من وفرته لدى الأعداء.

ناصرابوالمجد 2018

ليست هناك تعليقات