آخـــر ما حـــرر

مسؤول إسرائيلي: الشعب السوري «ليس عدوا لنا، فقط الأسد هو العدو»



بعد عشر سنوات من عمر الثورة السورية وبعد أن قدم الشعب السوري ملايين الضحايا من خيرة أبنائه، وبعد أن عادت ظاهرة «التطبيع مع إسرائيل» إلى الواجهة، كثرت التساؤلات حول إمكانية عقد صفقة بين «إسرائيل والنظام» تعيد خلط الأوراق، وسادت أجواء من الإحباط لدى طيف من السوريين من أصحاب الحسابات الخاطئة، على اعتبار أن أي تقارب بين النظام القاتل وإسرائيل سيمدد من عمر الأسد وبالتالي من عمر الملحمة الشامية.

لكن- وكما أوضحت «شبكة حقيقة الإعلامية» سابقاً- فإن مسألة التطبيع التي دعت إليها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تقتصر على محور محدد من المنطقة العربية ولا يشمل «المجموعة الإيرانية» بما فيها «حزب الله» و«نظام الأسد».

وها هو الرد الواضح يأتي من إسرائيل، حيث قال الضابط «درور شالوم»، رئيس شعبة البحوث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية:

(أنا لم أكلف نفسي حتى قراءة هذا الخبر الذي ورد في المقابلة مع الأسد، مع وكالة «سبوتينك» الروسية). مقترحاً-أي شالوم- على الأسد أن يتحدث عن اشتراطات إسرائيل عليه وليس العكس، والتفاهمات المتعلقة بطرد إيران من سوريا.. فكل الوقت الذي يقوم به الأسد بلجم إيران في سوريا، لم نشعر به.

أما مسألة الجولان فهي سياسية لا اتدخل بها، اما مسألة «مباحثات السلام» مع الأسد، فلا أرى ذلك ممكنًا، لأن الأسد لا يحكم الدولة، انما يحكم منطقة معينة، ولا يمثل أغلبية السوريين، وبدون الدعم الروسي ما كان ليظل هناك.

وقال شالوم: «الشعب السوري ليس عدوا لنا، فقط الأسد هو العدو»، وكان يجب على المجتمع الدولي «قتل بشار الأسد»، عندما استخدم الكيماوي ضد شعبه، وهذه رسالة سيئة لشعوب المنطقة، مشيرا إلى أن قرار المستوى السياسي في إسرائيل عدم التدخل في سوريا، كان صائبا.

جاءت تصريحات شالوم لموقع «إيلاف» السعودي بشكل استثنائي، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية. وقال الضابط: لو أرادت إسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله لاغتالته»، مؤكدا أن لبنان سيشهد انفجارات مماثلة لانفجار «مرفأ بيروت»، وستصبح الحرب إقليمية في حال مواجهة إسرائيل مع لبنان. وأوضح شالوم أن «حسن نصر الله» يعرف تمامًا، انه سيخسر لبنان إن أخطأ التقدير وفتح النار على إسرائيل.

أما فيما يتعلق بالشأن الإيراني، فقال شالوم: إيران تستطيع إنتاج «قنبلة نووية» خلال سنتين، عندما أرى «حسن روحاني» يبتسم أشعر بالقلق. واستطرد قائلا: النظام الإيراني عدو لكن الشعب الإيراني يشبهنا، وهناك أمور مشتركة بين الشعبين كحال معظم الشعوب. فمثلا يحبون العلم مثلنا ومعظم الكوادر الايرانية يهربون للخارج من ظلم النظام ومن نمط الحياة المفروض عليهم.

مثلا هناك انتحاريون شيعة لكن الانتحاري غالبا ما يكون شيعيا عربيا، يرسلونه للموت أما هم فلا ينتحرون.

وفي ملف «المصالحة الفلسطينية»، رأى أن الوضع مركَّب لأن نوايا قيادة الفصائل غير موحدة، وتابع اعتقد أن المصالحة بينهم بعيدة حالياً. فـ«حماس» مثلا، تتجه إلى «المصالحة الفلسطينية» من أجل الانقضاض على «السلطة الفلسطينية». وتابع: «أبو مازن» سيعود إلى المفاوضات مع إسرائيل قريبًا.

وحول التطبيع قال: «أرى فرصة كبيرة للتطبيع، وعلى العالم العربي القبول بإسرائيل وبحقها في الوجود».

أخيراً

تعلق شبكة حقيقة الإعلامية بالقول:

سيقول البعض: هذه تصريحات من ضابط إسرائيلي، ونحن لا نثق بما يقولون!.

أولا- شبكة حقيقة ملتزمة بنقل الخبر الصحيح والصادق بمعنى أن الرجل فعلاً قال ما قال والخبر ليس من قبيل الفبركة الإعلامية كما تفعل المواقع الايرانية وإعلام الظل التابع لها.

ثانياً- بعد تأكيدنا على صحة الخبر ندعو الجميع إلى التحرر من سطوة الإعلام الآخر الذي فرض على العقلية السورية الجمعية نمطاً في التحليل يجعلها ترى الوقائع بالمقلوب.. وها هي مثلا تسريبات «بريد كلنتون» تكشف كثيرا مما خفي على «الوعي الجمعي» في سوريا وغيرها وتحسم الجدل حول «داعش» و«الإخوان المسلمين» ودور أمريكا في إدارة الصراع، وهو الأمر الذي أوضحته «شبكة حقيقة» أكثر من مرة، وخاصة في الندوة التي تحدثت منذ سنتين وأعيدت منذ أشهر عن العرض الإيراني- الأسدي على الأمريكان بالقضاء على «تنظيمات القاعدة» على مستوى العالم مقابل قبول إدارة أوباما بإبقاء الأسد في السلطة ودور إيراني في المنطقة... ويمكن إرسال الندوة لمن فاته الاستماع اليها.    

ليست هناك تعليقات