هنيئاً لإيران.. تقتل الملايين ثم يغيب ذكرها
أتصفح في صفحات «الفيسبوك وتويتر وغرف الوتساب»
التي تتداول الشأن الثوري السوري فأدهش مما أقرأ فأول ما يلفت نظري أن بعض النخب
يتجنبون الحديث عن «العدو الإيراني» وكأنه خط أحمر لا ينبغي تجاوزه، ولكن مع تزايد
الإمعان الايراني في الإجرام واستحالة إخفاء قبح ممارساتها ذهب الكتاب والناشرون
والمنظِّرون مذهباً آخر في التستر على المجرم الايراني، وذلك بربطه بالعدو
الاسرائيلي، معتبرين أن «إسرائيل» هي التي توجه إيران، فعند التعليق على جريمة من
جرائم النظام أو حزب الظلام الايراني يقولون: لقد قام النظام «الصهيوأسدي» بذبح «أطفال
البيضة»....وأنا أقول: «وامأساتاه ومأساة أبي وأمي على هذا الوعي»!!!!.. ما دخل
اسرائيل في هذا؟.. ولماذا الإصرار على إخفاء دور إيران وتستيره باسرائيل؟ أويقولون:
«لقد قامت كتائب حزب اللات «الصهيوأمريكية» مثلا
باغتصاب حرائر سوريا!!!.. «يا جماعة والله إن السطحية تزري بأهلها وتودي بأصحابها إلى مهاوي الردى».
هي إذاً لحظة تاريخية --!!-- فإيران
تحتل سورية ، ولم يعد من الممكن التغاضي عن هذه الحقيقة أو إخفاؤها أو تزيينها، أو
تلطيفها بعبارات سياسية من قبيل أنها تدعم النظام السوري بمستشارين عسكريين، وأنها
تمده بالمال والسلاح، فهذه العبارات فقدت معناها السياسي والفعلي، أو أن ايران لم
يكن لها أن تتدخل إلا بإشارة أمريكية أو موافقة إسرائيلية... قد يقول قائل درويش:
أنت تقلل من الخطر الإسرائيلي ومنحاز للأمريكان الذين قتلوا الهنود الحمر
وووووو... اعذرني يا صديقي المسكين لأنك بهذا المنطق وضعت نفسك بموضع الذي يدافع
عن إيران ويخفف التهمة عنها ويتستر على إجرامها.. وخاصة أن الإجرام الايراني يصعب
إخفاؤه أو تلطيفه لأنه بشع مهول... فإيران مارست أنواعا من التعذيب لا سابقة لها من
تحريق وتقطيع وتهجير وإهانة وووو.... ضد أهلنا حتى صار القتل أهون عقوبة ينزلونها
بالضحية.
لقد استثمرت ايران في «الفكر القومي
العربي» وهي كارهة له إلى درجة الاحتقار، فاستغلت القوميين العرب أحسن استغلال.. من
الذين لا يجدون في الأفق إلا القضية الفلسطينية، حتى لو قتل الملايين من العرب في
أمكنة أخرى.. عجباً لأمرهم حين لا يستحضرون قوميَّتهم إلا لأجل فلسطين، ولو دمرت
إيران «سوريا واليمن والعراق ولبنان».. غريب ذلك التقومج الحقير الذي يقبل بالفرس
الكارهين للعروبة والعرب كحليف مقبول لا يمكن الاستغناء عنه.. بل ويطربون ويسكرون
لأي حديث عن «تحرير فلسطين» ودعم المقاومة الفلسطينية ولو كذبا وزورا، ويهيمون حباً
بمن يحقق أي انتصار ولو كان وهمياً على اسرائيل، ولقد ارتبط في الذهنية القومية أن
نظام الأسد نظام مكافح ومنافح عن القضايا القومية فانحازوا بحماقة إلى تأييده مهما
فعل.
ناصرابوالمجد... 20/8/2015
ليست هناك تعليقات