آخـــر ما حـــرر

مرشّح "داعش" في انتخابات الأسد!



ما كان ينبغي لنا أن ننتظر كل تلك السنين لنكتشف أن «تنظيم داعش» والتشكيلات المشابهة له أنتجتها المصانع الإيرانية!.. حتى إننا لنكاد نرى «ختم المنشأ الايراني» في كل سلوكيات «الدواعش» و«الهواتش»، وفي خطابهم وفي جرائمهم ضد الشعب السوري.. ومع كل ذلك هناك من عمل على إخفاء تلك الحقائق لغايات شيطانية خبيثة..
 وهذا ما كتبه الناشط السوري «ماهر شرف الدين»- اليوم الجمعة 24 تموز 2020:
في خانة "عاجل" بثَّت وسائل إعلام الأسد هذا الخبر الطريف: "اللجنة القضائية العليا تعلن عن بدء مرحلة الصمت الانتخابي"!.
وجرياً عادة جميع الأنظمة الدكتاتورية، يُصرُّ «نظام الأسد» على إظهار أنّه من بين الديموقراطيات الراسخة، التي تُجري الانتخابات وتلتزم بمرحلة «الصمت الانتخابي».
لكنَّ هذا الصمت سرعان ما تحوَّل إلى ضجَّةٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، مع اكتشاف مؤيّدي الأسد، قبل غيرهم، أنَّ من بين المرشّحين لعضوية "مجلس الشعب" أحد قياديي تنظيم "داعش" السابقين!.
«فادي رمضان العفّيس» (37 عاماً)، الذي كان قيادياً محلّياً في التنظيم الإرهابي بدير الزور قبل أن يهجره ليلتحق بميليشيا «لواء الباقر» الإيرانية، يترشّح كممثّل للشباب السوري!
العفّيس (مواليد قرية الحسينيَّة في ريف دير الزور الغربي) كان قد تحوَّل من قيادي في «داعش»، إلى قيادي في «لواء الباقر»، ثمَّ إلى مرشّح لعضوية "مجلس الشعب" في "سوريا الأسد"... لتكتمل سلسلة من "التحوُّلات" التي لا يمكن تفسيرها خارج المنطق المشكّك الذي يعتقد بوجود حصَّةٍ كبيرةٍ للأسد وإيران في "شركة داعش المساهمة" لخدمات الإرهاب المحلّي والإقليمي والدولي. وفقا للكاتب..
«عَلَم النظام» في خلفية الدعاية الانتخابية للعفّيس، كان ذات يوم «رايةً سوداء» يقطع رؤوس الخَلْق في ظلالها. مع يقيننا بأنَّ شيئاً لم يتغيَّر- ولا بدَّ- مع تغيير العَلَم، ما دام قطع الرؤوس مستمرَّاً، على الرغم من تبدُّل أشكال الرايات وألوانها.
إنَّ «العرس الجماهيري» في انتخابات «مجلس الشعب»، والذي لا يكتمل إلا بعقد حلقات الدبكة في «المراكز الانتخابية»، له «عريس» حقيقي هذه المرَّة. "عريس" يمثّله خير تمثيل لأنه ابن الجانب الأكثر ظلاماً في المؤامرة التي حيكت ضدَّ ثورة السوريين التي أطلقوها لنيل حرّيتهم وكرامتهم.
تحوَّل من قيادي في "داعش"، إلى قيادي في "لواء الباقر"، ثمَّ إلى مرشّح لعضوية "مجلس الشعب" في "سوريا الأسد
"حضن الوطن"، المصطلح الرسمي الذي يعتمده إعلام الأسد اسماً دعائياً لما يجري من "مصالحات" في سوريا، يتَّسع لسفَّاح سابق في "داعش"، ولا يتَّسع لمعارضين مدنيين سلميين عُرضت لجثثهم 55 ألف صورة في ملفّ "قيصر"!
إنَّ "انتخابات" الأسد في هذه الدورة، على الرغم من هزليَّتها المعتادة، وعلى الرغم من كونها مجرَّد مناسَبة لتأليف النكات حولها، قدَّمت دليلاً جديداً- لا نحتاجه- عن الصانع الحقيقي لـ"داعش"، أو على الأقلّ عن أحد مساهميه الكبار: ذاك الذي تظهر وجوه معارضيه المدنيين مشوَّهةً مفجعةً في صور "قيصر"، بينما تظهر وجوه دواعشه السابقين مشرقةً ضاحكةً ضمن حملاته الانتخابية.

ليست هناك تعليقات