كشف اغتيال خلية الأزمة من الألف إلى الياء
أماني مخلوف:
لم تفاجئني تصريحات «داود أوغلو»
الأخيرة التي تحدث بها عن العلاقات التركية السورية في أول 9أشهر من عمر «الحدث
السوري» حيث نقل أوغلو عدة رسائل من الرئيس التركي «عبد الله غول» وخلفه «رجب
طيب أردوغان» إلى الرئيس «بشار الأسد» (رسائل دعم ووقوف مع سوريا)
وطلب أوغلو من الرئيس بشار «عدم زج
الجيش السوري في ضبط المظاهرات» بحجة أن أغلبية ضباط الجيش من «الأقلية العلوية»
وهذا ما سيدفع الأمور إلى التصعيد الطائفي. يومها كانت تركيا تعمل مع «مجموعة
العمل العربي» في الجامعة العربية من أجل ايجاد حل للأزمة السورية ولم يقل أحد أبدا
بتغيير نظام الحكم في سوريا.. وكانت السعودية وتركيا تعملان على إقناع الحكومة
السورية بحزمة إصلاحات تعيد الأمور إلى مجراها.
وفعلا ارسلت الجامعة العربية وفدا سريا
بالاشتراك مع تركيا وعمل هذا الوفد لشهر كامل في سوريا وتم الاتفاق بين الجامعة
العربية من جهة والرئيس بشار الأسد على تشكيل خلية
الأزمة.
خلافات صارخة
كان الصراع قد احتدم داخل منصات «القيادة
السورية» منذ الشهر الأول وانقسم المسؤولون السوريون إلى قسمين: قسم يريد حل
الأزمة بشكل سلمي وعلى راسهم وزير الداخلية وقتها «اللواء سعيد سمور» وهو سني من
جبلة وأوكلت له مهمة التفاهم مع المتظاهرين في دمشق وكان اسلوبه راقيا ويدل على
وعي وإدراك كبير لواقع المشكلة السورية.
وأيضا الشهيد «أصف شوكت» كان ينسق مع
صديقه سعيد سمور الذي كان نائبا له في المخابرات قبل تكليفه بوزارة الداخلية وشكل
الاثنان فريق عمل بدعم من السيدة «أسماء الأخرس» استطاع التواصل مع قيادات
المتظاهرين وأرسلوا مندوبين لهما إلى كل المحافظات السورية
وكان «حافظ مخلوف» يلعب دورا كبيرا في
تهدئة المتظاهرين في بانياس وجبلة واللاذقية وعلى الطرف الآخر كان السيد «ماهر
الأسد» وبدعم سياسي مباشر من ايران من دعاة الحل الأمني والعمل بنهج الثمانينات وحاولت
ايران إجهاض جهود تركيا والجامعة العربية للحل في سوريا.
التخبط يسود القصر الجمهوري
وفي يوم واحد استقبل السيد «أبو سليم
دعبول» مدير مكتب الرئيس السوري مدير المخابرات المصرية السابق السيد «عمر سليمان»
كوسيط وطرف عن الجامعة العربية. والجنرال الايراني «حسين همداني» الذي التقى
بالسيد ماهر الاسد والسيد ابو سليم دعبول وطلب الجنرال همداني دخول وحدات خاصة
ايرانية متعهدا بقمع المظاهرات خلال اسبوعين.
بالمقابل اعطى السيد «عمر سليمان» ورقة
عمل للجانب السوري تتضمن إصلاحات سياسية واقتصادية وتعهدت دولتان خليجيتان بتقديم
مبلغ 10مليار دولار لإجراء اصلاحات اقتصادية في سوريا واستثمارات بملايين
الدولارات. وكانت الموافقة على الطلب العربي
التركي ورفض مقترحات همداني الامر الذي أغضب ايران
تشكل خلية الأزمة
تشكلت خلية الأزمة في سوريا بأمر من
الرئيس بشار الأسد برئاسة «حسن تركماني» وعضوية كل من «آصف شوكت ومحمد الشعار
وبخيتان وعلي مملوك وداوود راجحة واختيار وزيتون وقدسية وجميل الحسن».
وكان من المفروض أن تضم اللواء «سعيد
سمور» الذي قدم استقالته بسبب تعرضه لضغوط من «جميل الحسن» ورفض الحل الامني رفضا
قاطعا.
واجتمعت خلية الازمة مع «عمر سليمان» ومبعوث
لأمير قطر عدة مرات والتقت بوفود عربية وتركية وكانت النتائج النهائية للاجتماعات
فك الارتباط السوري بإيران وحزب الله
عسكريا وإجراء مصالحة وطنية شاملة حتى لجماعة
الاخوان المسلمين وإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين «معتقلي الرأي» من السجون
السورية.. وتقوم دولة قطر بتقديم تعويضات مادية
لجميع ضحايا الحرب.
وبعد توقيع الاتفاق كان مقررا خروج
الجامعة العربية بموقف موحد داعم للرئيس بشار الاسد تعقبه زيارة للملك السعودي الى
سوريا وتقديم مساعدات مادية للدولة السورية.. هذا الامر أغضب ايران ووكيلها في
الخلية جميل الحسن الذي اتهم حسن تركماني بالعمالة لتركيا أمام الجميع في الاجتماع
قبل الأخير.
القرار جاهز
هذه المعلومات ترددت لفترة طويلة في
نشرها بطلب شخصي من السيدة «بشرى الأسد» وبسبب وعود إكمال التحقيقات التي ذهبت مع
دماء شهداء خلية الأزمة وللحفاظ على سلامة السائق الخاص بالشهيد آصف الذي كان مصدر
معلوماتنا ولكن في النهاية لابد من وضع النقاط على الحروف لكي لا تذهب دماء الشهداء
من دون أن تنال المجرمين العدالة.
وأنا مستعدة أن أتواصل مع أي سياسي
سوري موثوق لأقدم دلائل على صحة كلامي.. فبعد التوتر الكبير الذي حصل بين جميل
الحسن وحسن تركماني وتهديد الحسن لتركماني واتهامه بالعمالة لتركيا والمشادة
الكلامية التي حصلت بين الشهيد آصف ومبعوث الجامعة العربية عمر سليمان من جهة وبين
جميل الحسن من جهة اخرى.. ومع وصول الجنرال همداني وقاسم سليماني
إلى سوريا انقسمت الدولة السورية لقسمين قسم يريد
العمل مع الجامعة العربية وقسم موال لإيران.. والغلبة كانت للفريق الداعم للجهود
العربية بدعم مباشر من الخلية المشكلة.. وفي
الاجتماع النهائي كان التوقيع على المبادرة العربية.
وفي اتصال للشهيد آصف شوكت مع مدير
مكتب السيد الرئيس أبو سليم دعبول طلب الشهيد آصف من مدير مكتب السيد الرئيس صرف
همداني وسليماني من سوريا.. كل هذا كان قبل ساعات من تفجيرات خلية الازمة وقبل
التوقيع النهائي.
وتغيب عن الاجتماع على غير عادة جميل
الحسن، وكان قاسم سليماني وهمداني وماهر الأسد وجميل الحسن قد اتفقوا ع انهاء خطر آصف
شوكت والخلية المشكلة حيث قام أحد سائقي الشهيد اصف شوكت بإدخال حقيبة المتفجرات إلى
قاعة الاجتماع.. حقيبة المتفجرات التي انفجرت في قاعة الاجتماعات وضعت تحت الطاولة
بشكل مباشر. ومن وضعها وضعها بكل أريحية. وكان مكان الاجتماع محاطا بأكثر من ألف
عنصر أمن.. ومن يعرف المكان يعلم أنه من المستحيل الوصول للمبنى والصعود لقاعة
الاجتماعات ووضع متفجرات.
بكل أمانة أقول لكم:
العمل كان مدبرا بأوامر إيرانية وتوجيهات
من ماهر الأسد للأسف وجميل الحسن الذي تغيب عن الاجتماع
ساعة الحقيقة
بدأت الخلية بالاجتماع في تمام الساعة
الثانية عشر ظهرا وكان المكان مفخخا بالكامل وقام السيد ماهر الأسد بطرد كل العناصر
من محيط الاجتماع واستبدال عناصر المكان بآخرين من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري..
وبعد بدء الاجتماع كانت خلية الأزمة ستصدر قرارا بسحب الجيش من الثكنات والسماح
للناس بالتجمع السلمي وإدخال كل وسائل الإعلام والبدء بانتخابات رئاسية جديدة ووقف
العمل بالدستور.
ولكن عندما قرروا ذلك لم يرق للإيرانيين
وحزب الله هذا الشي وقرروا أن ينهوا الخلية وقدموا إغراءات لماهر الأسد وجميل
الحسن وأنهم سيدعمون الجيش بكل شيء، وبهذه اللحظات تم تفجير المكان وقتل كل من كان
فيه.. حتى اللواء عمر سليمان المصري وشخص معه الجنسية الفرنسية.. وتم إغلاق المكان
وقام بعض المنتسبين للمخابرات بتبني العمل حيث أوعز رجال المخابرات الجوية لأشخاص
بأن المعارضة هي من قامت بقتل الخلية، لكن قام أحد مرافقي الشهيد آصف شوكت بإبلاغ
زوجته بشرى بالذي حصل.. وانقسمت القيادة إلى
قسمين.
هنا قام ماهر الأسد بتهديد الجميع بالإيرانيين
حيث تم جلب ٥٠٠٠ عنصر إيراني و٤٠٠٠ آلاف عنصر من حزب الله.. وقام الجميع بتقديم
الطاعة لماهر الاسد ولايران، وقتل عمر سليمان المصري والفرنسي لويس وكل خلية
الازمة واستفردت إيران بالقرار السوري وتم نقل ملف سوريا «من الجامعة العربية الى
مجلس الامن بدعم عربي تركي فرنسي امريكي.
ختاماً
هل عرفتم من كان السبب في قتل ٣٠٠ ألف
شاب من أبناء الطائفة العلوية وزجهم في محرقة مع أهلهم من باقي الطوائف؟.. هي إيران
ورعونة جميل الحسن والسيد ماهر الأسد للأسف.. أقولها بكل حرقة قلب السيد ماهر الأسد
وجميل الحسن وقاسم سليماني وهمداني وحسن نصر الله هم الذين قتلوا الخلية.
أماني مخلوف
ليست هناك تعليقات