آخـــر ما حـــرر

لمن يسأل عن موعد النصر!.



لمن يسأل عن موعد النصر!. فالثورة السورية المباركة حققت النصر منذ زمن طويل.. انتصرت بتحطيم جدار الخوف، وانتصرت بتحطيم هيكل الصنم الذي استبد لخمسة عقود، انتصرت لأن نظام الأسد استنجد بالقوى العدوانية لتعيده إلى القصر لكن في طوابقه السفلى «شديدة التحصين».. ثم انتصرت بصمودها أمام أعتى قوى الشر والظلام... هذه حقيقة وليست خيالاً ولا أمنيات.
الشعب السوري يستحق كثيراً جداً التقدير والاحترام..... فكمية النيران التي انهمرت فوق رؤوس أبنائه تمسح الجبال من وجه البسيطة لو نزلت عليها.....لكن كمية الشرف الموجودة على الأرض لا تبدو كافية لإعطاء الشعب السوري قدره الحقيقي.. ولئن ضاعت الحقوق في الأرض فإنها لا تضيع في السماء.
يختلف طغاة سورية عن غيرهم من الطغاة خلافا جوهريا!..  فمن عادة الطغاة أن يضعوا الحراس في الطرقات وينصبوا الحواجز على المفترقات وينشروا جنودهم في الساحات.. لكن طغاة سورية نصبوا حواجزهم على بوابات العقول.. وزرعوا حراسهم على مداخل الضمائر.. حتى صار ممنوعا على السوريين أن يختاروا كيف يفكرون وكيف يشعرون.. فمنهاج التفكير والشعور مقرر سلفا ولا يجوز الخروج عن النص المقدس لأن ذلك يكلف المرء كل شيء.
إن ما تعرضت له ثورة الكرامة السورية من عقبات وتحديات هو كفيل بسحق شعوب بكاملها، فالمعتاد أن تقابل الثورات بأدوات محدودة من القمع ووسائل معينة كالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والعيارات الصوتية، وهذه الأدوات عادة ما تكون كفيلة بردع أي تمرد حتى ولو كان قويا، لكن الثورة السورية عاينت أدوات في القمع تجاوزت المعقول والمعهود، بحيث تبدو أدوات القمع التقليدية ضرباً من الهزل والمزاح فيما لو قيست بما استخدمه طاغوت العصر ضد الثورة السورية، من رصاص حي وقذائف مدفعية وأخرى صاروخية وأسلحة محظورة دولياً كالغاز الكيماوي والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة.
من المعتاد أن تواجه الثورة عدوها الداخلي والمقصود في حالتنا السورية هو نظام الأسد.. فإما أن تتفوق عليه أو أن يتمكن هو من قمعها، أما الثورة السورية فأهون شيء واجهته هو «نظام الأسد».. وهو النظام الأسوأ في العالم.. ومع ذلك فقد نجحت الثورة في منازلته رغم استخدامه لكل أدوات الجريمة وممارسة كل أنواعها، وبعد ذلك استدعى طاغية الشرق قوى خارجية لا تقل عنه حقداً وإجراماً، كحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والحرس الثوري الإيراني وصولاً إلى استدعاء الدب الروسي، ومع ذلك فإن ثورة الكرامة والتاريخ أظهرت صموداً منقطع النظير ممتنعاً عن الوصف والتفسير.
في «سوريا الأسد» فقط: يهان المرء حين تظهر منه بوادر العزة والإباء والمروءة والفداء.. في «سوريا الأسد» فقط: يكرم المرء عندما يستطيل لسانه بحمد الطواغيت وتستطيل ذراعه بالسلب والنهب حتى ولو كان من قوت اليتامى والضعفاء.
للسادة الأحرار مكان بعيد في ذرا المجد وقمم الكبرياء.. وللعبيد مكان آخر حيث تربط أعناقهم في أسورة قصور الطواغيت وتساق هاماتهم إلى مذبح الذل والهوان.
من يتساءل عن سر تأخر الثورة السورية في الانتصار أقول له: ثورتنا انتصرت منذ زمن بعيد على «بشار الأسد» وجماعته المناكيد، لكن بصراحة  لم يكن مدرجاً على جدول أعمال الثورة هزيمة روسيا وإيران عسكرياً، فهؤلاء يجري التعامل معهم الآن على أنهم مجرمو حرب، وقد تم إدراجهم على جدول الأعمال الثورية حقوقيا، وسوف نبشركم بهزيمتهم قريبا.

هناك تعليق واحد: