فشلوا بتدمير الشخصية السورية فدمروا الوطن حين انتفضت سورية
يسأل طاغوت الشرق شعب سورية الثائر بلؤم فيقول: أما ندمتم على ثورتكم.. وقد تدمرت بيوتكم.. وقتلت أطفالكم.. ونهبت أموالكم.. وانتهكت أعراضكم؟.. فأجابه الشعب بعنفوان أكبر: بالفعل ندمنا.. ندمنا لأننا صدقنا أنك من فصيلة البشر.. ندمنا لأننا توهمنا أن كثيرا من الأوغاد إخوة لنا.. ندمنا لأننا تأخرنا في ثورتنا كثيراً.. حتى استطالت أظافرك واشتدت أنيابك السامة.
يقولون: «من شابه أباه فما ظلم».. لكن الأمر في سورية مختلف!!! إذ يمكن القول: «من جاوز أباه فقد ظلم» !!! إنه «ذيل الكلب» بشار.. الذي انتعل حذاء أبيه الهالك المقبور حافظ ومضى يدوس على جماجم الأبرياء وأشلاء العزل.
من وجهة نظر النظام الطائفي السوري القاتل فإنه لا قيمة لسورية إلا ببقائه في السلطة.. يقتل ويسرق ويدمر.. وحين يفقد حظوظه في السلطة فلا بد من تدمير أي مكان يتمرد على سلطته البائدة.. ومن عجائب هذا النظام أنه- حين يهزم- يفكر بالتدمير أكثر من تفكيره بطريق الهروب.
أيها الوريث القاصر يا بشار الأسد يا بائع سوريا لسنا نحن من سمَّيناك بذيل الكلب بل هم حلفاؤك الروس.. لكن الروس حمقى مثلك حين اعتبروك ذيلا للكلب نسوا بأنهم يمثلون الكلب.
لقد كان بشار الأسد مستتراً بهندامه مختفياً خلف مهنة «طب العيون».. يتاجر بالمقاومة والممانعة لينخدع الملايين به.. لكن «ثورة الكرامة» لم تترك له ستراً يستره، فقد كشفت كل عوراته وفضحت كل سوءاته.
يدرك بشار الأسد أكثر من أي وقت مضى أن الحبل بدأ يلتف على عنقه.. ويدرك هو أكثر من غيره أنه قد خنق نفسه بجرائمه الشائنة.. فقد وقع الرئيس البائس بشر أعماله.
من كان يظن أن بشار الأسد لازال «شديد القوى» فهو واهم وغارق في وهمه.. النظام السوري ليس له وجود مطلقا.. هو يتعكز على حلفائه أعداء سورية «روسيا وإيران وحزب الله».. لكن نبشرك يا بشار بأنه حتى «عكاكيزك اللئيمة» سوف تتحطم قريبا تحت أقدام السوريين.
بعد أن طارد السوريين في كل مكان.. ولاحقهم بالقصف والتدمير حتى في مخيمات اللجوء.. ها هو اليوم بشار الأسد «بائع سوريا» يتنقل من سرداب إلى آخر. كالفأر الخائف المرتجف بين الجحور خشية أن تطاله يد الاغتيال.. كما روَّع السوريين هو اليوم مروَّع مرتعد الأوصال.
حاول بشار الأسد بائع سوريا أن يتجنب الوقوع حين استنجد بحلفائه الأوغاد.. كمن يحاول السير على حبل ليتوازن عليه.. لكن الأسد أوشك أن يقع في حاوية المهملات.. ولا ندري- حقيقة- أي حاوية ستحتويه.
يتظاهر بشار الأسد .. بائع الشعب والوطن بأنه حريص على مصلحة الناس.. ويتأثر لمآسيهم ويشاركهم معاناتهم.. لكن الوقائع برهنت أن الأسد لا يحمل حداً أدنى من حسن النوايا تجاه الشعب.. فلديه جاهزية دوما لإتباع الجريمة بالجريمة.
نظام الأسد الطائفي الارهابي أصابته الصدمة وانتابه الذهول عندما سمع الشعب السوري ينادي بالحرية.. فأمر وحوشه بسحق المظاهرات السلمية بكل الوسائل الوحشية.. لكنه- حينما لم يحصل على نتيجة- أطلق تنظيم داعش وأخوات داعش في وجه السوريين الثائرين.. ليذبحوا الناشطين والثوار ويكملوا مهمة سحق الثورة.
واستدعى ميليشيات الشر والعدوان الطائفية البغيضة ينشرون الرعب في كل مكان.. يزرعون الشر في أي ميدان.. إنهم أوغاد إيران.. تحت قيادة ملالي طهران.. ليقتلوا الصغير قبل الكبير والجريح قبل الصحيح.
لا يخجل القوم اللئام عند الحديث أن النظام السوري هو أقوى من أي وقت مضى .. الحقيقة الواضحة للعيان هي أن نظام الأسد صار صنما فارغا وشبحا خاويا تسنده روسيا وإيران بكل شيء.. والحقيقة الأوضح هي أن روسيا وإيران تترنحان وقد خارت قواهما.. واستنزفت طاقتهما على نظام لا يستحق كل هذا العناء.. لكنه الحقد الذي أعماهم.. فأرداهم في مهاوي الخسران.
كم عانى شعب سورية من ويلات نظام الأسد الطائفي الإرهابي.. عانى من التقتيل والتجويع والتشريد والحصار.. وبعد كل هذا لم يجد الوريث القاصر بائع سوريا سوى الكيمياء القاتلة ليقدمها إلى الشعب الجريح.
بشار الأسد بائع سوريا رفض أن يقدم للشعب السوري أي تنازل.. وأبى أن يكون متواضعا أمام ذلك الشعب العظيم.. لكنه- في المقابل- رضي أن يسكن في جوف الحذاء الإيراني.. ويقيم كذيل في مؤخرة الدب الروسي.
من أجل سلطته لم يترك الأسد أسلوبا إجراميا لم يفعله.. وهو لا يبالي بعدد الضحايا لأنه مستعد لقتل الشعب السوري كله.. الأمر الذي يجعل من المحال إعادة إنتاجه.. ومن الصعب أن يخرج آمناً من المشهد السوري.. وخير نهاية له أن يساق إلى المحاكم ليلقى مصيره المحتوم.
بأي شكل وبأي ثمن تعمل إيران على تثبيت الوريث القاصر بائع سوريا في السلطة.. هم لا يريدون أن يتوقف القتل والتعذيب بحق الشعب السوري.. وهم يعلمون أن وجود بشار الأسد هو الضامن الأفضل لتنفيذ أكبر كمّ من الجرائم.
بعد أن أوشك نظام الأسد على السقوط وبعد أن جفت دماؤه في عروقه.. جاءت روسيا لتضخ فيه دماء «وسخة» جديدة لكي يكون قادرا على سفك مزيد من الدماء الطيبة ولتستمر المأساة وتتعاظم المعاناة.
صحيح أن أعداء الشعب السوري قاموا بحماية بشار الأسد مستخدمين كل الوسائل القذرة.. وصحيح أن أصدقاء الشعب السوري تخاذلوا بحماية الشعب الحر.. لكن الأصح من ذلك: أن وجود تنظيم القاعدة «الفرع السوري» هو أكبر كارثة على الثورة.. ويجب شطبه من المشهد السوري وإصدار البيانات المتعلقة بذلك.
حين اختبر ديكتاتور سورية معادن السوريين اكتشف أن فيها رجالاً لا تهولهم زحمة المحن.. وهم جاهزون للدفاع عن سورية مهما كان الثمن.. وسيمنعون عملية البيع بأي شكل من الأشكال.. هنا عملت السلطة على تفكيك الشخصية الوطنية وهرسها وتمييعها.. لتقبل بعملية البيع.. لتأتي ثورة الكرامة السورية وتعيد للإنسان السوري اعتباره.. وتحقق له مقداره.. وتوقف مشروع «تدمير الذات السورية».
ليست هناك تعليقات