آخـــر ما حـــرر

مؤامرة كونية أم مصالح دولية؟.




لا نستطيع ان ننفي وجود مؤامرة وبنفس الوقت لا نستطيع تعميمها على كل شاردة وواردة .. فهذه النظرية استخدمتها الكثير من الدول ذات الانظمة الشمولية للهروب للامام من الفشل في ادارة الازمات الاقتصادية والفشل في تحقيق الرفاهية للمجتمع.
وفي سوريا اعتمدها النظام الحاكم بشكل كلي وكانت له الشماعة التي رد كل فشله اليها وذلك بعد ان انتيع سياسة تجهيل وافسد المجتمع بطرق مدروسة لان نظرية المؤامرة لاتسوق في مجتمع يعرف الف باء السياسة ومن خلال القبضة الامنية والقمع جعل من المجتمع صحراء سياسية وقتل الروح الوطنية من خلال برامج مدروسة (الي بيوخذ امي منقلو عمي. وحط راسك بين الروس وقل ياقطاع الروس).
الحدث الاستثنائي الذي شد العالم وحبس انفاسه في بعض المنعطفات هو الثورة السورية وهنا يتبادر الى الذهن لماذا سوريا مع ان الحراك الثوري في عدة دول من المنطقة.
الجواب ان سوريا لها مكان استراتيجي هام واي تغيير فيها سيؤدي الى تغير في النظام العالمي ولن ننسى المكانة التاريخية لهذه المنطقة اذا انقسم العالم لطرفين.
الطرف الاول هم اعداء الشعب السوري (ايران وروسيا والمليشيات والتنظيمات التي تدور في فلكها) الذين شردوا وقتلوا الملايين ودمروا البشر والحجر ويسعون لاجهاض الثورة وتغيير مسارها ويتامرون عليها بكل الوسائل.
والطرف الثاني هم اصدقاء الشعب السوري ولهم مصالح في نجاح الثورة وبرؤية مختلفة عن الاخرى وفي بعض الاحيان متضاربة فيما بينها  ووجود معارضة هزيلة لا تملك مشروع وطني لم تستطع ان توظف هذا التاييد الى مكاسب على الارض بل العكس الذي حدث هذه الدول بحثت بنفسها عن فئة تحقق لها مصالحها وبذلك وبكل سهولة انقسمت المعارضة حسب الدولة الداعمة وتنفذ ما يطلب منها ازداد الاشتباك على الساحة السورية واحيانا نرى الخطوط مبهمة ومتغيرة فالاستقطاب الدولي على اشده.
علينا ان نفهم لغة العالم ونخاطبه بنفس اللغة التي يفهمها وعلينا ان تشرح ادوات العدو ونجد الوسائل المناسبة للدفاع ومن ثم الهجوم
غير ذلك عملنا سيكون رد فعل سلبي لا اكثر. هذا العالم لايفهم الا لغة المصالح
بقلم: ابو جبران

ليست هناك تعليقات