آخـــر ما حـــرر

إعادة تدوير الأحذية لن تفيد العرب




رأي المحرر

لا زال بمقدور الشعب السوري أن يمتص مزيداً من الأخبار السيئة القادمة من هذا الطرف أو ذاك!!!.

ولا زال بمقدور المراقبين أن يسجلوا اندهاشهم من الحظ الذي يتمتع به نظام الأسد الإرهابي، فبينما أكمل هذا النظام المجرم كل أركان الجريمة وأضاف إليها العربدة المتعلقة بتصنيع وتجارة المخدرات نرى دولاً عربية وإسلامية تنهمك في الهرولة تجاهه لتطبع علاقاتها مع أكبر مجرم عرفته البشرية في التاريخ الحديث وربما القديم.

المقاربات التي اعتمدتها دول التطبيع مع الأسد مختلفة ومتنوعة لكنها اجتمعت على هذه الفكرة السيئة «فكرة التطبيع».. فهناك مقاربة تقول: إن نظام الأسد ينتمي إلى المدرسة القومية ولا بد من عودته إلى الحظيرة العربية لتدعيم «العمل العربي المشترك» والعرب بحاجة إلى الإبقاء على هذا النفس وعدم انقراضه.

وهناك مقاربة تقول: إن نظام الأسد ينتمي إلى محور «المقاومة والممانعة» المهتم بالقضية الفلسطينية كقضية محورية في الساحة، ولا يمكن التفريط بتلك الإضافة التي يقدمها وجدود نظام الأسد في هذا المحور.

وثمة مقاربة أخرى تقول: بأن ترك سوريا للهيمنة الإيرانية والتركية بعيداً عن المجموعة العربية سيشكل فجوة كبيرة بين سوريا والعرب وستلتحق سوريا بالعراق مما يهدد المنطقة كلها حين يكتمل «الهلال الشيعي».

لكن المفاجأة غير السارة اليوم تمثلت بالأنباء التي تحدثت عن اتفاق المملكة العربية السعودية مع نظام الأسد لإعادة سفارات البلدين، يأتي هذا بعد التحضير لعودة العلاقات بين السعودية وايران.

فإذا اقتصر الأمر على عودة السفارات فهذا لا يشكل إضافة مزعجة جداً للسوريين لجهة «شرعنة النظام» لكنه سيكون خطيراً فيما لو كان متعلقاً بجهود إعادة النظام لجامعة الدول العربية.

وهنا يطرح السؤال:

هل ثمة صفقة بين السعودية وإيران تتعلق بسوريا واليمن؟.. وهل اكتفت السعودية بهذا المكسب السياسي الذي يريحها من الجبهة الجنوبية المتعلقة بالتهديد الحوثي لأمن المملكة؟.

عموماً

علينا أن نتريث في هذا الأمر المتعلق بالسعودية فربما خرج غداً مسؤول سعودي يصرح بأن الأنباء التي تفيد بتبادل السفراء وعودة العلاقات غير دقيقة. حيث لا زالت موجات صوت السفير السعودي «عبدالله المعلمي» يتردد صداها في أروقة الأمم المتحدة وهو يقول: «لا تصدقوهم». ربما .. لا ندري... لكن الذي ندريه ومتأكدون منه أن الفيتو الأمريكي على «إعادة إنتاج نظام الأسد» مازال قائماً، وما زالت المجموعة الدولية ترفض عودة النظام للساحة الدولية والعربية.

وفي هذا الخبر دليل من عشرات الأدلة على ذلك:   

مَثَلَ وزير الخارجية طوني بلينكن اليوم أمام مجلس النوّاب في الكونغرس للحديث عن أولويات السياسة الخارجية الأميركية في العالم، وقد دار الحوار التالي بينه وبين رئيس الجماعة المعنية بشأن سورية في الكونغرس «فرينش هيل» وهذه ترجمة لمقتطفات من هذا الحوار:

هيل: (السيد وزير الخارجية شكراً على حضورك وأنا ممتنّ لمشاركتك. أريد أن أتحدث عن سورية… إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد، وروسيا، وإيران، كلها معلومة ولا يمكن التشكيك بها، وإني لدي خشية كبيرة من أن هذه الإدارة لا تجتهد لمكافحة التطبيع مع نظام الأسد الذي يتسلّل أكثر فأكثر إلى الأوساط الدبلوماسية. هل تؤيد هذه الإدارة أبها السيد الوزير تطبيع العلاقات مع الأسد)؟.

بلينكن: (لا نؤيد ذلك)

هيل: (هل أرسلتم رسائل دبلوماسية رسمية إلى تلك الدول التي ترون أنها تسعى لخطب ودّ الأسد ولتطبيع العلاقات الدبلوماسية معه لتوضيح الموقف الأميركي؟)

بلينكن: (لقد فعلنا ذلك، ولقد قمت بذلك بنفسي أيضاً).

هيل: (إن لدي خشية بشأن الإمارات، والبحرين، والجزائر، وعمان، ومصر التي فعلت ذلك مؤخراً للمرة الأولى منذ عام ٢٠١١. هل خاطبتهم جميعاً؟)

بلينكن: (نعم وقد خاطبتهم شخصياً مباشرة).

هيل: (شكراً أيها السيد الوزير، أعتقد بأن هذا الأمر هام جداً جداً. أعتقد أننا نرسل الرسالة الخطأ. ودعني أكمل في الشأن السوري، وأتحدث عن القانون رقم ٦٢٦٥ وهو قانون الكبتاغون، الذي أضيف إلى قانون ميزانية وزارة الدفاع الذي أقرّ العام الماضي، والذي يستلزم إعداد سياسة مشتركة بين مختلف الوكالات الأميركية بقيادة وزارة الخارجية لاستهداف وعرقلة وإحباط صناعة الأسد واتّجاره بالكبتاغون. هل أنت ملمّ بهذا الأمر؟).

بلينكن: (نعم، وحقيقة نحن نعمل على هذه الاستراتيجية وسنقدم لكم تقريراً بها.. إن نظام الأسد وحزب الله يشكلان تهديداً للاستقرار وحكم القانون والصحة العامة بسبب تجارتهم بالمخدرات لا سيما الكبتاغون لذلك فهذا مبعث قلق كبير بالنسبة لنا).

هيل: (إن الكبتاغون يسمّم الناس على نطاق كبير في كل دول الخليج، وذلك سبب آخر يجعلني لا أفهم تطبيع بعض الدول الخليجية للعلاقات مع [الأسد].. لدينا ٣٥٠ حالة ضبط لشحنات مخدرات. في شهر شباط *في الإمارات* ضبطت ٤.٥ مليون حبة كبتاغون).

بلينكن: (يسعدني أن أعود بأجوبة لك على هذه الأمور يا سعادة عضو الكونغرس...إننا منهمكون في العمل على الاستراتيجية وسأعود لك وسأقدمها لمكتبك).

ليست هناك تعليقات