آخـــر ما حـــرر

أمريكا.. التطبيع مع نظام الأسد ممنوع



رأي المحرر

من المؤسف القول بأن المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية دفنت الثورة السورية لسنوات في مقابر السياسة التركية، متسكعين في زواريب «أستانة» تارة، ومجارير «سوتشي» تارة أخرى، يسامرون «سُهَّار الليالي» من أعداء الشعب السوري، روسيا وإيران، يوقعون لهم «على بياض» على ما يهين تطلعات السوريين، ويخذل تضحياتهم.

فلم يكن الائتلاف معنياً إلا بالرواتب المجزية القادمة من خزائن قطر، وليحدث بعدها ما يحدث، لكن الأمر اختلف كثيراً عندما بدأ وجودهم على الأراضي التركية غير مرغوب فيه، وأصبحت رواتبهم في خطر، ليتنبهوا إلى أهمية الدور الأمريكي في حل الأزمة السورية، وقد كانوا سابقاً يعطلون أي إمكانية للحل الدولي لاهثين خلف «مثلث أستانة».

فقد عرضت أمريكا على المعارضة توسيع دائرتها لتشمل «قوات سوريا الديمقراطية» «قسد» بعد استبعاد الإرهابيين من الجهتين، لكن المعارضة رفضت العرض الأمريكي بعد تلقيها تحذيرات تركية، بمنع التعاطي مع الأكراد حتى لو كان ذلك مجدياً.

كما عملت أمريكا على تجهيز رئيس الوزراء المنشق «رياض حجاب» ليقود المرحلة الانتقالية، طالبة من «قطر» تجهيز الرجل، لكن المعارضة المتمترسة بمواقعها الخائفة على مكتسباتها عطَّلت الخطوة، وأفرغتها من محتواها.

إن تحرك المعارضة الأخير صوب الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن «لوجه الله»!!!. بل كان يهدف لتأمين ممول جديد وحضن جديد، مع أن الخطاب يشير إلى عكس ذلك، متضمناً كلاماً مهما عن القضية السورية وعدالتها.

وفي الخبر   

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية رفضها القاطع للمحاولات التي تقدم عليها بعض الدول في المنطقة لتحسين العلاقات أو إعادتها مع نظام الأسد، أو التطبيع معه.

وقال مسؤول بالخارجية الأمريكية: إن بلاده تؤكد مما لا شك فيه رفضها الكامل لمحاولات التطبيع مع نظام الأسد، وإنها لن تساهم في محاولات إعادة تأهيله ولن تقدم على تحسين علاقاتها معه.

وأكد المسؤول أن بلاده لا تؤيد تلك التحركات ولا تدعمها في إشارة لمساعي تركيا إعادة تفعيل علاقاتها مع نظام الأسد.

وتأتي تصريحات المسؤول بعد أيام من تصريحات لوزير الخارجية الأردنية، أيمن الصفدي، قال فيها إن بلاده تعمل على مبادرة عربية من أجل إنهاء “الحرب السورية”، وإنها تحشد من أجل الحصول على دعم دولي وإقليمي.

مضيفاً: إن المبادرة تشمل السعودية وبعض الدول العربية الأخرى، معرباً عن تفاؤله من نحاج المبادرة العربية فالجميع على حد تعبيره يريد للأزمة الحالية في سوريا أن تنتهي.

دعا المسؤول بالخارجية الأمريكية الدول الساعية لتطبيع علاقاتها مع الأسد إلى «مراجعة سجله الإجرامي الكبير» ضد حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبها بحق السوريين خلال العقد الأخير، إضافة لعرقلته وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفقاً لذات المصدر.

وشدد المسؤول، أن بلاده ترى أن نهاية الحرب هناك يجب أن تتم وفقاً للقرارات الأممية، إضافة لمبادرة تمثل متطلبات الشعب، مؤكداً، أن العمل لا يزال متواصلاً مع الحلفاء والشركاء لضمان إيجاد حل سياسي تقوده الأمم المتحدة وفقاً للقرار “2254”.

وبين المسؤول خلال رده عن سؤال حول خطة بلاده للتعامل مع تجارة مخدرات الأسد، أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لمنع استفادة الأسد من تجارة المخدرات التي باتت مصدر تهديد وقلق لدول العالم برمته.

وقال: إن بلاده تولي أهمية لمكافحة الاتجار بالمخدرات بواسطة مجموعة من الإجراءات القانونية التي تمتلكها وزارة الخزانة وإدارة مكافحة المخدرات.

كما جددت الولايات المتحدة موقفها الداعم للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية وفقاً للقرار “2254” الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

ويأتي التأكيد الأمريكي خلال لقاء عقدته نائبة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، «باربرا ليف» مع وفد من المعارضة السورية في العاصمة واشنطن، كما وحضر اللقاء كل من المبعوث الأمريكي إلى سوريا «إيثان غولدريتش» ومدير دائرة العراق وسوريا في مجلس الأمن القومي، «إيميلي باربز» إضافةً لوفد من وزارة الدفاع.

وجرى خلال اللقاء بحث ومناقشة المستجدات على الساحة السورية بشقيها الميداني والسياسي، لتؤكد “ليف” لوفد الائتلاف الوطني برئاسة «سالم المسلط» تمسك بلادها القوي بالتوصل إلى حل سياسي وفقاً للقرارات الأممية.

من جانبه، قال الائتلاف في بيان عقب اللقاء، إن الجانب الأمريكي أكد من جديد دعمه لقضية الشعب السوري والدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة عبر حل تقوده الأمم المتحدة، إضافةً إلى استمرار الجهود الأمريكية للضغط على نظام الأسد وروسيا.

وأوضح البيان أن الولايات المتحدة تتمسك بموقفها تجاه الملف السوري، وأنها تعمل على تشكيل إدارة دولية حقيقية لتطبيق القرار المتعلق بإنهاء الحرب. ولفت البيان إلى أن الإدارة الأمريكية تولي أهمية لوجود الائتلاف الوطني في نيويورك وواشنطن بشكل دائم، من أجل مواصلة اللقاءات التشاركية بين الجانبين.

وأكد البيان أن الائتلاف يرغب بعودة الولايات المتحدة إلى الملف السوري بقوة من أجل الضغط على الأسد وروسيا لتطبيق القرارات الدولية الخاصة، مشيراً إلى أن العملية السياسية تمر بمرحلة استعصاء نتيجةً للتعنت المستمر من قبل النظام.

فيما تطرق سالم المسلط، إلى وجود مبادرة دولية تقودها الولايات المتحدة لتطبيق القرارات الدولية الخاصة، كما وأشار إلى أن عودة اللاجئين إلى بلادهم يجب أن تكون مرهونة بعملية الانتقال السياسي.

وأوضح البيان، أن روسيا لا تزال تمارس سياسة المماطلة والخداع فيما يخص الملف السوري، وأنها لا تزال تمارس الإرهاب بحق السوريين منذ تدخلها في أواخر العام 2015.

ليست هناك تعليقات