آخـــر ما حـــرر

في عهد بايدن: أول موقف أمريكي واضح وصريح تجاه الملف السوري ومصير “الأسد”

 


بعد غياب ذكر الملف السوري في خطاب “بايدن” الأول، وذهاب بعض المحللين بعيداً في استنتاج أن حل الأوضاع في سوريا ليس ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة.. علق محرر «شبكة حقيقة الإعلامية» أن تجنب ذكر بعض العناوين الهامة في خطاب بايدن لا يعني سقوطها من الحسابات الأمريكية حيث تعود البعض أن يبني «خبراً على اللاخبر».

فلا يمكن للإدارة الأمريكية إغفال الملف السوري ولدى أمريكا قوات على الأراضي السورية.

ولا يمكن لها تجاهل الملف السوري وهو «الملف الجوكر» المرتبط بكل القضايا الأخرى وبشكل أصيل. فسوريا هي محل اهتمام اسرائيلي وروسي وتركي وإيراني وسعودي وصيني فكيف تهملها أمريكا؟.

ولا يمكن إهمال الملف السوري وقد عشعشت فيها تشكيلات القاعدة والقاعدة لا يمكن تجاوزها.  

واليوم اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” أول موقف صريح حيال الأوضاع في سوريا في إشارة واضحة إلى الاستراتيجية التي ستتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة بالتعامل مع الملف السوري ونظام الأسد.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً ذكرت فيه أن وزير الخارجية “أنتوني بلينكن” بحث الأوضاع في سوريا خلال أول محادثة هاتفية له مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”.

وأشارت أن الوزير الأمريكي أكد خلال الاتصال الهاتفي أن بلاده ملتزمة بضرورة التوصل إلى «حل سياسي» في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

ولفتت الخارجية الأمريكية أن الجانبين أكدا التزامهما الكامل بمسار عملية التسوية السياسية المتعلقة بالملف السوري.

كما ِشدد “بلينكن” و”غوتيرش” على أهمية تمديد التفويض عبر الحدود من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الداخل الذي يشمل في الوقت الحالي فقط معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.

وبحسب البيان، فقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن رغبة واشنطن بتوسيع تعاونها وتنسيقها مع الأمين العام والأمم المتحدة حيال ما يجري على الأراضي السورية.

ويعد هذا البيان أوضح تصريح من قبل إدارة “بايدن” يعبر عن الاستراتيجية التي ستتبعها الولايات المتحدة الأمريكية حيال الملف السوري والتعامل مع “بشار الأسد” خلال المرحلة المقبلة.

ومن الواضح من خلال البيان أن إدارة “بايدن” ستعمل على الضغط بشكل أكبر على النظام السوري من أجل إجبار “الأسد” على المضي قدماً في عملية التسوية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

ولا شـك أن تطبيق هذا القرار الدولي يعني تسليم بشار الأسد السلطة لمجلس حكم انتقالي ومن ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي ودولي، وهو الأمر الذي يحاول “الأسد” المماطلة فيه وعدم تنفيذه، نظراً لإدراكه أن تنفيذ القرار يعني نهايته.

وينص القرار 2254 في فقرته الرابعة على دعم عملية سياسية بقيادة سورية تحت إشراف أممي، على أن تقوم الأمم المتحدة بتقييم مسار العملية في غضون 6 أشهر.

ومن ثم يتم تحديد جدول زمني من أجل صياغة دستور جديد للبلاد ينتج عنه آلية إجراء انتخابات نزيهة وشفافة بموجب الدستور الجديد، وذلك في غضون 18 شهر وتحت مظلة الأمم المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس “جو بايدن” لم يعين حتى الآن فريقاً مسؤولاً عن الشأن السوري في ظل ترجيحات أوردتها بعض وسائل الإعلام الغربية حول نية الإدارة الأمريكية الجديدة تشكيل الفريق المسؤول عن الأوضاع في سوريا خلال الأيام والأسابيع القادمة.

وتعليقاً على الخبر يقول المحرر: إن معظم السوريين محبطون من المواقف الأمريكية المتثاقلة بل والمتخاذلة مع الشعب السوري وهذا صحيح لكن الأكثر صحة أن الموقف الأمريكي هو الأكثر ثباتاً وسيرورة بالاتجاه نفسه. وهو الذي سيفرض الحل النهائي.

ناصرابوالمجد

ليست هناك تعليقات