قطر تصفع إيران.. استرضاءً لواشنطن..
يبدو أن العلاقات «القطرية- الإيرانية»
التي شهدت رواجًا خلال سنوات المقاطعة العربية الرباعية للدوحة، تسير نحو التوتر
على وقع بيان تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها قطر، الأحد 9 أغسطس
2020، لمجلس الأمن الدولي، تطالبه بمد حظر الأسلحة على طهران، المرتقب إنهاؤه في
18 أكتوبر المقبل.
وفيما أفاد بيان المجلس الذي وافقت قطر
عليه، بأن الدول الخليجية الست ترى أن تمديد حظر السلاح ضروري في ظل التدخل
الإيراني بدول المنطقة، جاء أول رد فعل من طهران عن طريق موقع «مهاجران» الإخباري
الذي اتهم الدوحة بالتعاون سرًّا مع دول «مجلس التعاون الخليجي» لتمديد حظر السلاح
على إيران.
وقال الموقع: إن قطر انصاعت للموقف
الخليجي، وتخلت عن حليفتها طهران، رغم التقارب الاستثنائي الذي شهدته العلاقات بين
البلدين خلال الفترة الأخيرة، لاسترضاء واشنطن..
ويأتي هذا البيان عقب أسبوع تقريبًا من
تصريح للرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيه: إن بلاده ليس لديها أي عقبات أو قيود
لتطوير العلاقات والتعاون مع قطر كدولة صديقة وشقيقة، واعتبر في اتصال هاتفي جمعه
بأمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني»، للتهنئة بعيد الأضحى، أن العلاقات بين الدولتين
تسير قدما نحو التحسن، معززًا التقارب بين العاصمتين في القضايا المختلفة.
ورغم التفاهم الذي بدا خلال الاتصال،
إلا أن قطر يبدو أنها ستحتاج إلى ترميم علاقاتها مع إيران، عقب البيان الذي يأتي
مغايرًا للمسار القطري.
ضغوط أمريكية
يرجح أن تكون قطر اضطرت لاتخاذ هذا
الموقف إرضاء للولايات المتحدة التي تحشد باتجاه تمديد حظر السلاح على طهران بأي
طريقة.
وكانت واشنطن هددت في حال إخفاقها في
تمديد حظر السلاح، بتفعيل العودة إلى فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران
بموجب عملية تم التوافق عليها في اتفاق عام 2015.
ويحتاج الموقف الأمريكي الداعم لتمديد
حظر السلاح لتأييد ما لا يقل عن تسعة أصوات للموافقة عليه دون استخدام أي من الدول
الخمس الدائمة العضوية في المجلس، وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، إلى جانب
الولايات المتحدة، لحقها في النقض (الفيتو).
وفيما لمحت روسيا والصين إلى أنهما
سيستخدمان الفيتو تجاه مشروع القرار الأمريكي، تراهن واشنطن على قدرتها على إقناع
الدول الأساسية على التخلي عن إيران، والوقوف في الصف الأمريكي.
وتؤكد الاستجابة القطرية للمطالب
الأمريكية الرأي القائل بأن العلاقات بين قطر وطهران طارئة، وتجمعها المصالح
والانتهازية.
وتجمع كل من طهران وقطر سياسات توسعية
بالمنطقة دفعت لتوطيد العلاقات بينهما.
وعلى خلفية ذلك وجدت دول المقاطعة
العربية أن معاقبة قطر على تعاونها مع إيران حل لإرجاع الدوحة عن سياساتها في دعم
الإرهاب والتطرف، إلا أن طهران استغلت الفرصة، وحاولت تعزيز علاقاتها بقطر عبر فتح
المجال الجوي لطيرانها، لاسيما مدها بالمواد الغذائية.
ليست هناك تعليقات