في سوريا.. أحرار بلا حدود.. واجهوا إجراماً بلا حدود... بصمود بلا حدود.
بعد ما يقارب الخمس سنوات على الغزو الروسي
لسورية الحبيبة... وبعد كل هذه الكميات من البارود والنار التي سقطت فوق رؤوس
السوريين.. يقوم الروس بفحص أسلحتهم متسائلين: ترى هل كل ما ألقيناه فوق رؤوسهم
كان مفرقعات ولادية أم ألعابا نارية؟ أم أن رؤوس السوريين ضد الكسر؟.
ظن بوتين أنه قادر على كسر إرادة الشعب السوري..
وفرح كثيرا عندما كان يرى أفواجا من السوريين عالقين تحت الأنقاض ومحتشدين على
الحدود جراء قصفه الغاشم.. لكنه نسي أو تناسى أن في سورية شعبا لا تهوله جحافل
الموت الأحمر.. ولا تخيفه صواريخ الغدر الحاقدة.
علينا أن نتذكر أن تدخل روسيا في سوريا قد شد من
أزر الأسد وحلفائه الإيرانيين.. وساهم في تقوية معنوياتهم المنهارة.. بنفس المنطق
يمكن استنتاج أن الخروج الروسي من سوريا سيكون كافيا لهزيمة الأوغاد معنويا.
فليعمل الجميع على حشر روسيا في موقف ضيق.
حين تستهدف المقاتلات الروسية مدارس الاطفال في
سوريا فهذا مؤشر واضح على محاربة روسيا للطفولة والعلم والحرية والمستقبل... ولا
غرابة في ذلك فهم همجيون متخلفون.
من وجهة نظر الرؤية الروسية فإن كل من يعارض
الأسد هو إرهابي ولو كان طفلاً صغيراً. لذلك فقد استهدفوا حتى رياض الأطفال.
ويتساءل الكثيرون: ما الذي تريده روسيا من قصف
المدارس والمشافي؟... الجواب واضح: ففي ذلك رسائل إجرامية الى الشعب السوري
الثائر... الرسائل الروسية تقول: قصفنا للجرحى والمرضى يعني أننا سنقتل الأصحاء كذلك
ونطال الأقوياء... وقصفنا للأطفال يعني أننا لن نوفر الكبار من الرجال والنساء.
روسيا تخير الشعب السوري بين المغادرة أو الموت....
هذا برهان واضح على أن القيادة الروسية عازمة على تنفيذ الخطط الإيرانية الرامية
الى إفراغ المناطق من أهلها. وجلب مجموعات شيعية مكانهم.
إن أقبح ظاهرتين يمكن لهما أن تفسدا أي مجتمع
هما ظاهرتا «الطائفية والإرهاب» ويمكن
التأكيد على أن ايران هي عاصمة الطائفية.. وروسيا هي عاصمة الإرهاب.. وبشار الأسد يهوى
هاتين الظاهرتين القبيحتين.
إن روسيا دولة احتلال بكل معنى الكلمة... ولا
يمكن أن تعمل شيئا لمصلحة سوريا والشعب السوري.. وسوف تتفاجأ بأن معظم الشعب
السوري سينتفض ضد النوايا الروسية السيئة.
تجاوز العدوان الروسي كل حدود اللياقة والأخلاق..
حين استهدفوا قوافل المساعدات الذاهبة أصلا للأطفال والمسنين والمرضى الواقعين تحت
الحصار اللئيم واستهداف المدارس والمساجد والأسواق.
عندما يتذرع القادة الروس بمحاربة الإرهاب فتلك
حيلة يقصدون منها تمرير احتلالهم الغاشم لسوريا.. لكن الروس لن يهنؤوا بالبقاء في
موطن الأحرار.
تصر روسيا على محاربة كل صوت حر يرفض الخضوع
والإذعان وذلك لتثبيت بشار الأسد كحاكم على مزرعة العبيد.. لكن أحرار سوريا لن
يسمحوا بذلك.
الهدف الاساسي من ضرب الطيران الروسي للمدنيين
السوريين هو إجبار الناس على القبول بروسيا كسلطة احتلال تكرّس أمرا واقعا يقبل
الناس به.. لكن هذا الحلم لن يتحقق لمجرم الحرب بوتين.
تحت عنوان محاربة الإرهاب فقد اعتبرت موسكو أن
أحرار سوريا الثائرين هم الإرهابيون الحقيقيون.. وذهبوا أبعد من ذلك حين اعتبروا
أن الدول التي تتعاطف مع الثوار هي دول إرهابية أيضاً.
أحرار سوريا هم الوطنيون الحقيقيون.. والمواطنون
الأصلاء.. وهم من سيرسمون ملامح سوريا المستقبل.. سوريا بلا أسد سوريا بلا بوتين
سوريا بلا حزبالة بلا قمامة.
من حيث أراد بوتين اختطاف سوريا وتقسيمها فإن
السوريين متنبئون لهذه المكيدة ولن يتركوا اللصوص يذهبون بالوطن بعيداً.
علينا العمل بكل إمكاناتنا لمنع الأسد وحزب إيران
وروسيا من إحراز نصر حاسم في سوريا. وعلينا استغلال أي هدنة مقترحة لدعم المظاهرات
السلمية. فهم يخططون للانتقام من كل المعارضين ولو كانوا أطفالاً.
تتزاحم الأقدام في أرضك يا وطني.. لكنها أقدام
القوم اللئام.. وقد كنت- من قبل- قبلة للجميع.. تتسع ساحاتك للملايين.. لكن
الزائرين اليوم أمرهم مختلف كليا.. فهم صنّاع موت وقتل وتدمير.. هم كائنات غريبة
تشبه البشر في أجسادها لكنها لا تشبه شيئا في قلوبها.
ناصرابوالمجد
ليست هناك تعليقات