الثورة السورية العصماء لبناء وطن بلا عبيد
لم يتقبل طاغية الشام وحاشيته القذرة فهم ما يريده السوريون، لأنهم لا يتصورون شعب سورية سوى قطيع من العبيد،
يطالبون ببعض الحاجات المعيشية، لقد قام الشعب السوري بثورته لتحقيق الحرية لا من
أجل تحسين شروط العبودية.. «لقد قمنا بالثورة العصماء من أجل
بناء وطن بلا عبيد، لكن الطغاة أرادوه أن يكون عبيداً بلا وطن».. وأردناه وطناً
بلا قيود ومن غير سجون، لكن الأوغاد جعلوا المدارس سجوناً، والمشافي معتقلات، حتى
المساجد جعلوها مقرّات للجريمة والتنكيل...
الثورة السورية هي ثورة الحضارة
والنهوض، أرادت إخراج الوطن من نفق الجهل والتخلف والتخريف، ليعمَّ العلم والخير
والنور والسلام.. أرادت الثورة أن يكون
الوطن قبلة للسائحين، لكن العتاة فتحوا أبوابه ليكون مقصداً لشذاذ الآفاق وعابري
الحدود.
أرادت ثورة الكرامة أن تعيد للإنسان
اعتباره وكرامته المهدورة، لكن المحتل الأسدي الإيراني الطائفي الغريب أراد أن
يجعل الوطن كمحمية للحيوانات وحظيرة للبهائم..!!.. أردناه وطناً حراً كريماً، للإنسان فيه وصف واحد يكون فيه عزيزاً حراً
منطلقا مبدعا، لكنهم أصروا على مسخ الكائن البشري في سورية ليكون عبدا مصفقا
منبطحا مهزول الإرادة مسلوب القرار.
ما قامت الثورة السورية لتفرز الناس بين إسلامي وعلماني، احذروها فهي
من تهاريج العدو الطائفي، ورددها السفهاء، فثورة الكرامة قسمت شعب سوريا إلى
فريقين: أحرار معارضين انحازوا إلى الشرف والشهامة، وعبيد مؤيدين جنحوا إلى الخسف
والمهانة.
حرص العدو الإيراني أن يجعل من الثورة
السورية ورطة يكرهها الناس، ويندمون عليها، وسخَّر لذلك إعلاما نشطاً لتشويه «أم
الثورات»، لكن ثورة الكرامة تبقى فخراً لكل شريف، يتباهى بها الأحرار في كل أنحاء
العالم، فهي «غُرَّة على هام الزمان، وشامة على خد المكان»، و«شوكة في حلوق
الظالمين، ومخرز في عيون المعتدين»..
الثورة السورية ثورة وطنية تحمي
الوطن وتحافظ عليه من عدوان المعتدين وطغيان الآثمين، «ثورة وطنية فتحت مزاد الشرف
لمن أراد المشاركة في لحظة الشرف من كل أبناء الوطن».
ثورة الكرامة هي ثورة الحقوق، حقوق
الإنسان، التي لا تستطيع قوة أن تقف في وجهها، هي ليست ثورة ضد الجوع والحرمان، ولا ثورة المال
والأعمال، لكنها كانت ثورة ضد الظلم والهوان.
يصعب على المحتل الأسدي أن يتخلى عن
حكم سورية، فهو أكثر العارفين بما تحويه سورية من خيرات وما تكتنزه من بركات،
وأنها أجمل بلاد الأرض، وكيف يتخلى عنها وقد كان يعدها ملكاً له ولأولاده أبد
الدهر، وليس للشعب السوري أي حق فيها سوى ما يحق للعبيد من بعض الطعام والشراب.
بمقدورنا اختصار عمر الأزمة
والتخفيف من ثقل الفاتورة وتقليل الخسائر، وذلك بإخلاص النوايا وتحرير الطوايا،
وبذل مزيد من الجهد الموجه، فلينطلق جميع الأحرار، كل من مكانه، انطلاقة السهب
الواثب باتجاه أهدافنا، حتى لا يميل الحمل على البعض فيرهقهم، «إن ثقل
المسؤولية يقتضي من الجميع العمل بالطاقة
القصوى دون ملل أو فتور».
على جميع النخب من المحسوبين على
الثورة أن يعلموا أن «الشعب الذي قدم كل هذه التضحيات لن يقبل بأقل من النصر
معادلاً لتضحياته»، فلا تتسكعوا في أروقة موسكو والقاهرة، ولا تتسللوا في العتمة
إلى جحور الأعداء بحثاً عن مكاسب خاصة، على حساب الأوجاع التي لو وزعت على الدنيا
لقتلتها الهموم والأحزان.
أيها الأحرار «من الصعب تصور أن
نترك سورية لأوغاد التاريخ وأوباش الدهر»، يدنسون ترابها ويعبثون بهويتها، فهؤلاء
الوحوش الطائفيون أرادوا بسورية شراً كبيراً فاقطعوا عليهم مرادهم وخيبوا آمالهم، «علينا
الأخذ بخيار النصر ولا شيء غير النصر»، وتجنب خيار الهزيمة والاستسلام بأي ثمن، فـ«الهزيمة
تعادل العبودية والانتحار الجماعي».
ناصر
ابو المجد... 21/3/2020.
ليست هناك تعليقات