آخـــر ما حـــرر

ثورة الكرامة وضعت حداً لهذه المهزلة العجيبة.


1.      من مفارقات الحدث السوري أن النظام الأسدي الفاجر لم يرجع أرضاً ولم يقاتل عدواً ومع ذلك استطاع تسويق نفسه لشعبه وللمنطقة كلها كبطل قومي.. وتقام له قدّاسات البطولة والفداء.. وطقوس المجد والانتصار.. لكن ثورة الكرامة وضعت حداً لهذه المهزلة العجيبة.
2.      من أعجب المفارقات أن يصفق البعض لمن أضر بالعروبة باسم العروبة.. وأساء للإسلام باسم الإسلام.. وهو نظام الأسد وحلفاؤه الذين أصابوا العروبة والإسلام في الصميم بالدسائس والمؤامرات.
3.      تهون الصعاب وتصير العمالقة أقزاماً أمام الشعب السوري العظيم.. ترى هل يكون المجرم بوتين آخر صعلوك يتحدى الشعب السوري.. بعد المنفاخ القبيح حسن؟.
4.      من الطبيعي ٱن تأتي بشارات انتصار الأسد من جماعة الأسد. فهم قالوها منذ بواكير الثورة... "خلصت" لكن ليس من الطبيعي ٱن يتلقى العدو بشريات نصره من أشخاص مستقرين بيننا.... وربما في الصفوف المتقدمة. وأنا أشير هنا الى الغربان... من مهازيل الرجال الذين نسمع منهم ما يرضي العدو ويغضب الصديق... فهؤلاء ومنذ سنوات أعلنوا عن انتهاء ثورة الكرامة. فحين يتحدثون عن النظام لا يذكرون الا مظاهر قوة العدو ولا يتحدثون عن جرائمه. وحين يتحدثون عن الثورة فلا يذكرون الا أخطاءها وثغراتها... دون الحديث عن حقها وحقيقتها... كثير من هؤلاء اشتاقوا الى قعر الحذاء العسكري ويتحرجون من التصريح بما يعتلج في صدورهم.
5.      الورقة الحقوقية هي اقوى اوراق الثورة السورية.. مهما تكن البيئة الدولية ظالمة.. العدو يريدك ان تتحدث بالعسكرة ولا شيء غيرها.. ولا تخرج عقلك من سبطانة البارودة.. ولا ترى اوسع منها.. أفقا.. العدو يريدك عسكريا فقط.. لانه يعلم أنك بالعسكرة مهزوم لاختلال موازين القوة بشكل صارخ.. ولو حققت بعض الإصابات.. لكن الحسم في النهاية له.
6.      الأمر بيننا وبين العدو تدافع...  والغلبة للأقوى.. الأقوى وعياً ونضجاً وتخطيطاً واستثماراً وإعداداً وتأهيلاً..  والتاريخ لا يرحم الضعفاء المتفرقين.. ولا يعذر البسطاء والمتخلفين..  والجدل الحقيقي هو كيف نبني قوتنا لنصنع بها مجدنا؟.. من كان ضعيفاً سيرى كل النوازل واقعة عليه.. وكل العالم متآمراً عليه.. ومن كان قوياً فسوف يحصد النتائج من كل الجهات.. نتائج خطط لها وأخرى لم يتوقعها.. الأقوياء ينطلقون من (نظرية المصالح).. والضعفاء ينطلقون من (نظرية المؤامرة).. والدراويش- إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنه سحر مكتوب لنا.. الأقوياء دوماً خياراتهم بين الحسن والأحسن.. والواعي من الأقوياء يجتهد في اختيار الأحسن.. لكن خيارات الضعفاء هي بين السيء والأسوأ.. والواعي من الضعفاء هو من يتجنب الخيار الأسوأ.

ليست هناك تعليقات